أعلنت وزارة الخارجية التركية أمس وجود «سوء تواصل مع العراق» في ما يتعلق بنشر قواتها في قاعدة بعشيقة العسكرية، قرب الموصل، فيما اعتبر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بدء انسحابها «خطوة في الاتجاه الصحيح تعزز العلاقات بين البلدين». لكنه أكد المضي بالشكوى أمام مجلس الأمن الى حين تحقيق «الانسحاب الكامل». وشدد على أن «المسارات الأمنية ينبغي أن تكون من خلال احترام السيادة، والخروج من الأرض العراقية، والتنسيق مع الحكومة». وأضاف أن «إستراتيجيتنا السياسية مع الدول سواء كانت مرتبطة بالتحالف الدولي، أو كانت خارج التحالف تقوم على أن لا تدخل الأرض العراقية، ولا السماء العراقية من دون إذن سواء كان غطاء جوياً أو مستشارين». وتابع: «لدينا ميزان واحد نتعامل به مع كل الدول الصديقة والمتحالفة معنا». وزاد: «إننا ماضون في خطواتنا في مجلس الأمن إلى أن يتحقق الانسحاب الكامل، وذاهبون أيضاً إلى جامعة الدول العربية»، موضحاً أن رئيس الجامعة العربية «نبيل العربي اتصل بي وأكدت له أنني سأحضر في الموعد، وألقي كلمة». وزاد: «نحن نتطلع إلى أقوى العلاقات مع تركيا، وقد برهنا أننا أسسنا علاقات إستراتيجية مهمة منذ عام 2003، لكن عندما تمس السيادة العراقية فالحديث يختلف، لأن السيادة بالنسبة إلينا فوق كل شيء». وجاء الإعلان التركي بعد أن حض الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره التركي رجب طيب أردوغان على «عدم التصعيد « مع بغداد. لكن، سعد الحديثي، وهو الناطق باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قال إنه «لم يحدث أي انسحاب للقوات التركية، وأضاف أن «الأعضاء الخمسة الدائمين وكذلك غير الدائمين في مجلس الأمن أيدوا موقف العراق»، مشيراً إلى أن «هناك رسائل مشجعة تفيد بأن المجلس سيتبنى دعوة العراق إلى سحب القوة التركية». وأعلنت تركيا أنها سوف ستسحب المزيد من قواتها من شمال العراق بعد انسحاب جزئي منذ أيام. وأعلنت وزارة الخارجية التركية أنها تدرك وجود «سوء تواصل» مع العراق. وكانت تركيا أرسلت 150 عسكرياً على الأقل من قواتها إلى شمال العراق أوائل الشهر الجاري قائلة إن الهدف حماية المدربين العسكريين. غير أن الحكومة العراقية اعتبرت الإجراء الأخير انتهاكاً للسيادة الوطنية وللقانون الدولي. وجاء في البيان التركي: «إدراكاً (منا) للقلق العراقي واتساقاً مع متطلبات القتال ضد «داعش» تواصل تركيا سحب قواتها العسكرية من محافظة نينوى التي كانت مصدر سوء التواصل». ولم يشر البيان إلى عدد القوات التي ستسحب ولا إلى أين ستتجه. وكانت وكالة الأنباء التركية الرسمية نقلت عن مسؤولين عسكريين قولهم إن قافلة تضم 10 أو 12 عربة غادرت قاعدة بعشيقة وتتجه نحو الشمال. وجاء ذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو أنه قرر إعادة نشر العناصر العسكرية في بعشيقة بعد محادثات مع المسؤولين العراقيين. على صعيد آخر، أكد السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز، دعم بلاده الجهود التي يبذلها العبادي للمصالحة الوطنية. وقال جونز لقناة «المدى» «أدعم جهود رئيس مجلس الوزراء والمحيطين به الذين يطرحون أفكاراً من شأنها توحيد المكونات العراقية ورؤيتها للمصالحة الوطنية وتحقيق النمو». وأضاف، أن «العبادي جاء في ظرف صعب جداً وقام بعكس سير الأزمة الأمنية وندعم رؤيته للإصلاح».