أعرب رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي عن أمله في أن يتخذ مجلس الأمن قراراً ملزماً بسحب القوات التركية، فيما دعا «التحالف الوطني» الشيعي حكومة إقليم كردستان إلى التنسيق مع بغداد، وعدم السماح لأي قوة أجنبية بالتمركز في البلاد، من دون موافقة المركز. وكان متوقعاً أن يعقد مجلس الأمن جلسة ليل أمس للنظر في الدعوى التي أقامها العراق ضد تركيا، طالباً صدور قرار يلزمها سحب قواتها من الموصل. وحظي موقف بغداد بتأييد أميركي، إذ دعا نائب الرئيس جو بايدن أنقرة أول من أمس إلى سحب قواتها ودعا البلدين إلى تسوية خلافاتهما من خلال الحوار. وقال العبادي في بيان، إن «العالم مدعو إلى محاربة الفكر المتطرف لأنه أساس الإرهاب، وداعش جاء بعقيدة فاسدة لا علاقة لها بالدين الإسلامي وهي مشروع لتشويه الإسلام ولذلك فإن ضرر هذه العصابة الإجرامية أشد على الإسلام والمسلمين من ضررها على الآخرين». وجدد «رفضه القاطع انتهاك السيادة الوطنية» ودعا «تركيا إلى سحب قواتها من الأراضي العراقية في شكل كامل»، مشيراً إلى «مضي العراق في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ سيادته ومتابعة الشكوى التي تقدم بها إلى مجلس الأمن والجامعة العربية». وأعرب عن «أمله في إصدار قرار (دولي) ملزم يدعو أنقرة إلى سحب قواتها». على صعيد آخر، قال العبادي «لقد فوجئنا بإعلان التحالف الإسلامي ضد الإرهاب ولم تتم استشارتنا. وهناك خطأ جوهري يتمثل بإعلامنا بتشكيل هذا التحالف بعد إعلانه لا سيما أن العراق دولة تحارب داعش على الأرض» وتساءل: «كيف ينشأ تحالف ضد الإرهاب ويستثنى منه العراق وسورية». وأضاف: «أننا نريد مشروعاً حقيقياً لمحاربة داعش وإسناداً ودعماً من هذه الدول التي لم تقدم مساعدة حقيقية إلى العراق في مواجهة الإرهاب». الى ذلك، شدد النائب عن التحالف الشيعي محمد الصيهود في تصريح إلى «الحياة» على أهمية ان «تلتزم حكومة اقليم كردستان بعدم السماح لأي قوة اجنبية بدخول الأراضي العراقية، من دون علم الحكومة المركزية، فالإقليم جزء من الدولة العراقية، ولا يمكن الاتفاق على اي تعاون امني او دخول مستشارين او جنود من دون موافقة الدولة». واعتبر «دخول قوات تركية او مستشارين من دون موافقة الحكومة ثلماً للسيادة الوطنية وأي اتفاق خارج عن السلطة الشرعية للدولة خرقاً واضحاً، لهيبتها، وهذا مرفوض من قبل القوى السياسية العراقية». وأكدت وزارة الخارجية، في بيان ان مجلس الأمن «سيعقد مساء اليوم (أمس) جلسة طارئة لمناقشة الانتهاك التركي للأراضي العراقية»، فيما أكد العبادي ان «نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ابلغنا أن واشنطن ستصوت مع العراق»، وأكد «موقف واشنطن الرافض دخول القوات التركية من دون علم الحكومة». وقال خلال لقائه مجموعة من الشباب المتطوعين، ان «العراق يرفض دخول القوات العسكرية التركية، وتصريحات المسؤولين الاتراك متناقضة، ولدينا خطوات عدة ستتخذ تباعاً». وكانت السفارة الأميركية في بغداد، أكدت في بيان أهمية ان «يسرع العراقوتركيا جهودهما لتخفيف حدة التوتر وضمان الدخول في حوار بناء» مشدداً على «دعم امن وسيادة العراق وتقوية أواصر التعاون في الحرب على داعش». واستبعد قادة في التيار الصدري اتخاذ تركيا قراراً بسحب قواتها، وقال نائب رئيس الوزراء المستقيل (عن التيار) بهاء الأعرجي في بيان اطلعت عليه «الحياة»، ان «القصف الأخير الذي استهدف معسكر زليكان في ناحية بعشيقة يهدف إلى إطالة أمد العدوان التركي، وإضفاء الشرعية على التدخل في نينوى، عبر تصوير تركيا نفسها مستهدفة من داعش وهذا ما سينفي عنها تُهم التعاون مع تلك العصابات، فضلاً عن ان هذا الاستهداف يمثل مبرراً لها للبقاء في العراق بحجة الرد عليه والأخذ بثأر جنودها». وكان «داعش» تبنى الهجوم على معسكر للقوات التركية في بعشيقة. وأعلن في بيان نشر على مواقع مؤيدة للتنظيم انه «قصف المعسكر ب 200 صاروخ غراد».