يتوجه الناخبون السودانيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس للجمهورية، ورئيس لحكومة إقليم الجنوب الذي يتمتع بحكم ذاتي، وبرلمان قومي وحكّام 25 ولاية وبرلماناتها المحلية، في أول انتخابات تعددية تشهدها البلاد منذ 24 عاما. ويبدو الرئيس عمر البشير ضامناً الفوز بالرئاسة في ظل مقاطعة واسعة من أحزاب المعارضة التي شككت سلفاً في نزاهة الاقتراع. وعشية عمليات بدء التصويت التي تستمر ثلاثة ايام، أكد مستشاران للرئيس البشير إنه سيفوز بلا شك في الرئاسة. وقال ل «الحياة» الدكتور بونا ملوال، وهو جنوبي مرشح للانتخابات النيابية في ملكال ويُعتبر من وجوه قبيلة الدنكا، إن البشير سيفوز «لأن شعبنا مؤمن بما قام به الرئيس لخدمة السودان وقضاياه»، مشدداً على أهمية بقاء الجنوب والشمال موحدين. واعتبر أن من يدق طبول الحرب في حال اختار الجنوبيون الانفصال مخطئ، لأنه لا توجد عوامل تؤجج مثل هذه الحرب. كذلك توقع ل «الحياة» الدكتور ريك غاي كوك، مستشار الرئيس السوداني وعضو المؤتمر القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أن يصوّت الجنوبيون للرئيس البشير «لأن الناخبين الجنوبيين يعرفون أنه أنصفهم واستجاب لقضيتهم». ويتنافس على المواقع الدستورية والتنفيذية والبرلمانية القومية والمحلية 14155 مرشحاً يمثّلون 73 حزباً، ومن بين المرشحين نحو 4 آلاف مستقل. ويشارك في تأمين العملية أكثر من 100 ألف شرطي ويراقبها 840 مراقباً دولياً، و232 منظمة محلية، و20278 مراقباً محلياً. ويبلغ عدد مراكز الاقتراع في شمال البلاد و جنوبها 13 ألف مركز. لكن أحزاباً معارضة رئيسة تقاطع الانتخابات دعت أعضاءها وأنصارها إلى عدم المشاركة في الاقتراع. ويتنافس على الرئاسة ثمانية مرشحين أبرزهم الرئيس عمر البشير ومرشحا حزب الاتحادي الديموقراطي حاتم السر والمؤتمر الشعبي عبدالله دينق. وأكدت المفوضية القومية للانتخابات التي تشرف على المنافسة اكتمال الترتيبات والتزمت إجراء عمليات تصويت حرة ونزيهة وشفافة، مؤكدة استحالة تزويرها أو التلاعب فيها. لكنها لم تستبعد وقوع أخطاء، وقالت إنها ستكون لو حدثت بنيات سليمة.