كشف رئيس حملة السكينة لتعزيز الوسطية الشيخ عبدالمنعم المشوح ل«الحياة» أن نجاح أي تحالف عالمي في مواجهة تنظيمات أو تيارات إرهابية يتطلب تكامل محاور التأثير الثلاثة: الأمن، والفكر، والإعلام، بمفاهيمها التفصيلية الشاملة. وأشار المشوح إلى توافر المحور الفكري لدى السعودية، التي رجح أنها لن تبدأ من الصفر في هذا الاتجاه، إذ تتكئ إلى «تراكم سنوات من البرامج والمشاريع والتجارب المعرفية المتنوعة التي ستكون قاعدة صلبة وثرية للانطلاق في برامج مشاريع فكرية تواجه وتعالج الإرهاب بمكوناته وأدبياته، لهذا نحن واثقون بأن التحالف الإسلامي سيُحدث تغييراً على المستوى الفكري قد يتطلب وقتاً لكنه سيُغير الكثير». وحدد رئيس حملة «السكينة» عناصر نجاح إدارة المحور الفكري التي تمتلكها السعودية، من خلال: المحتوى، والقراءة الصحيحة للواقع، والخبرة والممارسة». وأشار إلى أن المحتوى يتضمن «المادة الفكرية والمعرفية أياً كان نوعها أو شكلها وهي متوافرة لدى السعودية بشكل كبير، يُمكن إعادة ترتيبها وتصنيفها ثم إنتاجها بما يخدم التنوع الفكري والثقافي لدول التحالف، فالتعامل الفكري من المهم أن يراعي الخصوصيات الفكرية لكل مجتمع وبيئة، فإن كان - على سبيل المثال - لدى حملة السكينة في موقعها أكثر من 50 ألف مادة، بخلاف المحتوى غير المنشور، فكيف إذا أضفنا المحتوى المتوافر لدى الجهات الأخرى، الحكومية والأهلية». ولفت إلى أن من بين ما يعقّد مهمة مكافحة الإرهاب، «الخريطة الفكرية للجماعات والتنظيمات المتطرفة، فهي معقدة جداً ومُتداخلة ومُتقلبة ومُتغيرة مع تنوع المؤثرات عليها، ونلاحظ في حملة السكينة مثلاً خلطاً وغلطاً لدى بعض مراكز الدراسات العالمية، فهي تمتلك المعلومات لكن يفوتها التحليل والربط والقراءة الدقيقة، بينما التقارير المختصة الصادرة من السعودية حول هذا الملف تتميز بأنها ذات قيمة واقعية وتكشف الكثير من الحقائق الفكرية». ورأى المشوح أن «البناء الصحيح لأية مواجهة فكرية يتطلب تصوراً صحيحاً لواقع المستهدف، وما يميز القراءة الفكرية السعودية، هو «التنوع المعرفي» فكل الاتجاهات الفكرية أسهمت في قراءة الواقع سواء واقع الإرهاب أم الحراك الفكري بشكل عام. أما العنصر الثالث للمحور الفكري، المتمثل في الخبرة والمُمارسة، فأوضح المشوح خلال حديثه إلى «الحياة» أنه «على رغم أهمية البناء النظري والتأسيس العلمي والمعرفي والحراك الذي دار على مدى سنوات في أروقة الجامعات والجوامع والصالونات الأدبية في ما يخص موضوع الإرهاب إلا أنه يظل داخل دوائر نخبوية محدودة». وأكد أن النجاح والتحدي الذي يُحسب للسعودية في تمكنها من نقل هذا الحراك والمحتوى إلى الدوائر الاجتماعية الواسعة، مستشهداً ب«وجود مجموعات شعبية متطوعة تتصدى للإرهاب فكرياً، بل نستطيع أن نقول أن مواجهة الإرهابيين في شبكات التواصل هي مواجهة شعبية سعودية».