كثّف تنظيم «داعش» هجماته على محيط مدينة سامراء بالتزامن مع إحياء آلاف الزوار الشيعة لمناسبة وفاة الإمام علي الهادي. وتمكّن التنظيم قبل أيام من قصف مركز سامراء القريب من المزار الشيعي وشن هجوماً شرساً على جنوب غربي المدينة، فيما زادت القوات العراقية إجراءاتها الأمنية. وبعد انتهاء زيارة الأربعين المعروفة بكربلاء جنوبالعراق انتقلت قوات الجيش التي كانت تؤمن المناسبة من كربلاء إلى سامراء لتأمينها، ونشرت عربات مدرعة بمداخل الأحياء، كما شدّد «الحشد الشعبي» فصيل سرايا السلام وجوده بالمناطق المضطربة جنوب غربي سامراء. وقال قائممقام سامراء محمود خلف ل «الحياة» إن «الوضع في المدينة آمن في شكل كامل، وتسعى القوات الأمنية والحشد الشعبي إلى فرض الأمن خلال الزيارة وما بعدها كما في السابق». وأضاف أن «الحكومة المحلية عطلت الدوام لبضعة أيام من أجل حفط الأمن». وأوضح أن «التنظيم ينشط في محيط سامراء منذ وقت طويل، لكن القوات الأمنية ظلت على اشتباك مستمر معه خصوصاً في مناطق الجزيرة والشريف عباس وشارع التعاون وبالقرب من الحويش. الا أن الوضع منذ أيام الزيارة هادئ بفضل الانتشار الكثيف لقواتنا». وتابع أن «لسامراء أهمية تختلف عن غيرها من المدن، لذلك تسعى القوات إلى تأمين المدينة وعدم الوقوع بمشكلات مثلما حصل في 2006 و 2007، وللحفاظ على إرث المدينة التاريخي». وكان مجهولون تمكنوا في 2006 من تفجير مزار العسكريين ذي القبة الذهبية، وهو أحد أقدس المزارات الشيعية، ما أوقع عمليات قتل ونزوح على أساس طائفي في العراق، وتبعه في 2007 تفجير مشابه أطاح بمنارات المزار، وهو ما يزيد المخاوف من تكرار ما كاد أن يشعل حرباً أهلية واسعة. من جانبه قال ضابط بالأمن العراقي في سامراء برتبة عقيد ل «الحياة» إن «الوضع في المدينة متذبذب، إذ أنها على رغم الاجراءات الأمنية المشددة التي اتخذت بسامراء منذ العام الماضي عندما هاجم داعش محافظة صلاح الدين ووصل مشارف المدينة الا أنها تعرضت لعشرات المرات للقصف والتفجيرات ومحيطها حتى الآن عرضة للهجمات». وأضاف أن «التنظيم يستغل مواعد الزيارة التي يقوم بها الشيعة إلى سامراء ليقوم بعمليات الاستهداف حتى يوقع أكبر عدد من الضحايا». ويرى مصدر أمني إن «داعش» لا يزال ينظر إلى سامراء على أنها كنز مهم ويتربص بها حتى حصول الفرصة المناسبة للانقضاض عليها، ولكن في شكل مختلف لتغيّر أي معادلة موجودة على الأرض لأنه متأكد بأن سامراء هي الورقة الرابحة والأخيرة. وقال المصدر ل «الحياة» إن «التنظيم لم يحتل المدينة في شكل كامل مثل الموصل وتكريت والفلوجة لأسباب متعددة من بينها أنه قد يبحث عن وقت مناسب يسيطر فيه على المدينة ويفجر مزاراتها الدينية ويشعل البلاد طائفياً مجدداً عندما تسقط كل أوراقه، أو أي أسباب مجهولة أخرى». وأضاف أن «آراء أخرى تطرح عن عدم دخول داعش المدينة مسبقاً، من بينها اجراءات الأمن التي تم تشديدها وقت تقدم داعش، وكذلك رفض السكان للتنظيمات الإرهابية على مدى السنوات الماضية». وسيطر التنظيم على نصف سامراء لساعات قبل خمسة أيام من احتلال الموصل العام الماضي لكنه انسحب منها سريعاً نحو مواقعه في محيطها، ومنذ ذلك الحين تشن السلطات من وقت إلى آخر عمليات عسكرية أغلبها لا يتمكن من انهاء سيطرة التنظيم على الأرض.