يقول مسؤولون في محافظة صلاح الدين إن الأوضاع الأمنية والمالية تتسبب في عرقلة إعادة إعمار أحد أهم المزارات الدينية الشيعية في سامراء، وهو مرقد الإمامين العسكريين الذي تعرض قبل تسعة اعوام لهجمات إرهابية. وتقع المزارات الشيعية في وسط مدينة سامراء، كبرى مدن محافظة صلاح الدين، ذات الغالبية السنية وتسبب تفجير المزار في 2006 و 2007 بهدم المرقد الذي يدفن فيه الامامين العاشر والحادي عشر، علي الهادي والحسن العسكري لدى الشيعة الاثني عشرية. وقال عباس الحسناوي وهو مسؤول في قسم المتابعة في مجلس الوزراء (الجهة المسؤولة عن اعمار المزارات في سامراء) ل «الحياة» ان «الحرم الداخلي للمزار تم انجاز معظمه اضافة الى تذهيب القبة الخارجية ونصف المنارات لكن استملاك المناطق المحيطة بالمزار لتوسعته في شكل كامل لم تتم بسبب اعتراض السكان المحليين». وأضاف أن «الأوضاع الأمنية عرقلت إعمار المزار في شكل كبير والشركة التي كانت مسؤولة رفضت العمل من دون تأمين الطريق وتحويل محيط المزار الى منطقة آمنة»، كما ان «تقدم داعش في شمال العراق تسبب بعرقلة العمل وتعرض محيط المزار لهجمات عدة بالقذائف»، مبيناً ان «الأيام الأولى لسيطرة داعش الصيف الماضي وتطويق سامراء عرقل وصول المعدات وحتى الأطعمة إلى المزار ما استدعى نقلها بالطائرات». وتابع انه «لا يمكن التكهن بالوضع الأمني وكذلك الوضع المالي». وعن الدعم الإيراني قال ان «الحكومة العراقية رفضت تمويل طهران المشروع في بداية الأمر». الى ذلك، قال قائممقام قضاء سامراء محمود خلف ل «الحياة» ان «السلطات المحلية تسعى بكل قدرتها الى توفير الخدمات للعاملين في المزار وكذلك االزوار»، مشيراً الى ان «الزيارة تراجعت في شكل لافت وانعدمت في بعض الأحيان خلال سيطرة داعش». لكن على رغم ذلك يشكو سكان سامراء من عدم الإفادة من عائدات المزار التجارية بسبب إغلاق محيطه لدواعي حفظ الأمن، ويؤكد الأهالي انهم بعدما كانوا يعتمدون في تجارتهم على تلك الزيارات لا يستطيعون حتى الوصول الى متاجرهم اليوم. ويقول عمر عامر وهو صاحب متجر للأغذية قرب المزار إنه اضطر الى إغلاقه بسبب إحاطة المزار بجدران خرسانية ووضع حواجز عدة وابواب تمنع دخول الزوار والسكان الى الاسواق المحيطة. وقال خالد عبيد وهو صاحب محل أقمشة ان «الزوار الشيعة كانوا يشترون الأقمشة بكميات، حتى قبل عام ونصف العام لكن الآن باتوا يدخلون ويخرجون من شارع واحد محاط بالجدران وعندما تكون زيارة كبيرة يمنع حتى سكان المنازل المحيطة من الخروج منها».