طلبت منظّمة الصحة العالمية وشركاؤها في مجال الصحة من الجهات المانحة، توفير 31 مليون دولار لضمان استمرار الخدمات الصحية لنحو 15 مليون شخص من المتضرّرين من الصراع الدائر في اليمن. وشدّدت على أن الحاجة إلى التمويل «ملحّة وعاجلة»، لأن النظام الصحي «انهار»، ومن ثم حرم الملايين «من الحصول على الرعاية الصحية والأدوية التي يحتاجون إليها في شكل عاجل». وأعلن المدير الإقليمي لمنظّمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسّط علاء الدين العلوان في بيان، أن منظّمة الصحة العالمية «تناشد المانحين مساعدتنا في تلبية الحاجات الإنسانية العاجلة للجرحى والنساء الحوامل، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وكبار السن الذين يتحمّلون عواقب انهيار النظام الصحي». وقال «لا يجوز لنا السماح لهذا الوضع أن يستمر، إذ بالتمويل الكافي يمكننا تقليص أخطار تفشّي الأمراض وتوفير الأدوية المنقذة للحياة، وتلقيح الأطفال للحدّ من الوفيات التي يمكن تجنّبها». وأشار ممثّل منظّمة الصحة العالمية في اليمن أحمد شادول، إلى أن «الدعم المطلوب سيساعد المنظّمة وشركاءها في دعم الخدمات الصحية الحيوية في ثلاثة مجالات رئيسة، هي إدارة الإصابات الناجمة عن الصراع وعلاج المرضى المصابين بأمراض مزمنة، ودعم برامج الرصد الوبائي ونشاطات التحصين لمنع تفشّي الأمراض». وتوفّر منظّمة الصحة العالمية وشركاؤها حالياً، الأدوية الأساسية والخدمات الصحية والدعم النفسي والاجتماعي في المناطق التي يصعب الوصول إليها، من خلال العيادات المتنقّلة ومراكز الرعاية الصحية الأوّلية، لكن الحاجة ملحّة لدعم إضافي لضمان استئناف تقديم الخدمات الصحية المتوقّفة. ووصلت الأوضاع الإنسانية والصحية لدى يمنيين كثر إلى مستويات كارثية، لأن الوضع حرج جداً في بعض المحافظات. ويحتاج 100 في المئة من السكان في محافظة عدن (جنوب اليمن) و75 في المئة من السكان في محافظة تعز (جنوب غرب اليمن) إلى مساعدة إنسانية. وأشار شادول إلى أن منظّمة الصحة العالمية «تناشد المانحين سدّ هذه الفجوة في التمويل في شكل عاجل، لضمان استمرار الخدمات الصحية الأساسية المنقذة للحياة». ومنذ أيلول (سبتمبر) الماضي، تصاعد الصراع في مدينة تعز، إذ يعيش 240 ألف شخص من المعرّضين للخطر، تحت حالة فعلية من الحصار. وفي بقية المناطق، أصاب الصراع النظام الصحي بالشلل، ما خلق تحديات كبيرة أمام إيصال الخدمات الصحية والمستلزمات الطبية. وتعرّض نحو 70 مرفقاً صحياً و27 سيارة إسعاف للضرر، كما يُسجل نقص حادّ في الأطقم الطبية تسبّب في تقييد فرص الحصول على الرعاية الصحية. وتسبّب شحّ الوقود في تفاقم الوضع الصحي، إذ عجزت مستشفيات رئيسة كثيرة ومرافق صحية عن العمل في الشكل الأمثل. كما أدّى نقص الوقود اللازم لسيارات الإسعاف، إلى إعاقة العمل الطبي. وتوقّفت أيضاً العمليات الجراحية بما فيها عمليات الولادة القيصرية، أما المرضى الذين يتطلّب علاجهم تواجد تيار كهربائي مستمر فهم أيضاً في خطر. ويتسبّب شحّ الوقود في خلق تحديات جسيمة أمام نقل الغذاء والماء والمستلزمات الصحية، إضافة إلى ضخّ المياه وتشغيل المولّدات الكهربائية. وقدّمت منظّمة الصحة العالمية استجابة لهذه التحديات، أكثر من مليون ليتر من الوقود للمرافق الصحية وسيارات الإسعاف لضمان استمرار عملها. ومنحت الدعم في ما يتعلّق بتوفير أقراص تنقية المياه وتوفير أكثر من 19 مليون ليتر من المياه، لمخيّمات النازحين والمجتمعات المضيفة والمرافق الصحية. وخلال الأشهر التسعة الماضية، وزّعت المنظّمة أكثر من 250 طناً من المستلزمات الطبية المنقذة للحياة للسلطات الصحية والمنظّمات المحلية والدولية، ليستفيد منها أكثر من سبعة ملايين شخص. كما نجحت بالتعاون مع الشركاء، في تلقيح أكثر من 4.6 مليون طفل ضد شلل الأطفال و1.8 مليون طفل ضد الحصبة في المناطق المرتفعة الخطورة.