لم يكن يوم الاثنين الماضي، يوماً عادياً في ابتدائية الأجيال، حينما استوقف مدير المدرسة عبد الرحمن الرشيد، الطابور الصباحي، معلناً تكريم عبدالله فيصل المطيري الطالب في الصف الرابع، وهو ما قوبل بعاصفة من التصفيق. اللافت ان هذا الطالب كُرم على مبادرة نفذها خارج أسوار مدرسته، بل في مدرسة أخرى، ومن دون التنسيق مع مدرسته. وكان سبب التكريم قرار المدرسة بإيجاد مسابقة لتكريم الطلاب الذين يقومون ب «نشاط لا مدرسي»، يُسهم في تطوره، أو تطور المجتمع. وعندما كان مدير المدرسة يشرح للطلاب فكرة المسابقة، استوقفه الطالب عبدالله المطيري، ليوضح له جهده الشخصي بمعيّة والده، حينما شاهدا عبارات «مُسيئة» على جدار مدرسته، ما جعله يستغل أحد صباحات العطل الأسبوعية، ليبدأ الدهان، واعداً بإكمال ما بدأه الأسبوع المقبل. وشرح بحماس وفخر، فكرته. ويقول مدير المدرسة: «خشيت أن يكون كلام الطالب مُبالغة، لأجل التفاخر بين أقرانه، فبادرت في الاتصال بالوالد، الذي أكد ما ذكره أبنه، موضحاً أن لديه صور يحتفظ بها، كشهادة فخر واعتزاز في ابنه». وأضاف أن «هذا العمل له دلالة على ما يحمله أبناؤنا، من بذرة خير وصلاح. لكن تحتاج إلى من يسقيها، لتنمو وتزدهر»، مضيفاً «تفخر «مدرستنا بأن يكون عبدالله أحد المنتمين إليها، وأحد نماذجها المشرفة». ويقول والد عبدالله: «حرصت على غرس مفهوم في عقل ابني، بأن هناك أشياء بسيطة نستطيع أن ننجزها ونستمتع فيها، وتُعطي عنا انطباعاً جميلاً. وعلى رغم كوني تأخرت صباح الجمعة الماضية، إلا أنني أخذت غالون دهان، وذهبت بمعية ابني إلى سور قريب لمدرسة في حينا، تحمل عبارات غير جيدة. وقمنا بتنظيف جزء من السور، ولو أسعفنا الوقت والأجواء لقمنا بصبغه كاملاً. ولكننا سنكمل ما بدأنا به في الأسبوع المقبل، من أجل ابني المتحمس جداً للفكرة». وعن فكرة التكريم، أوضح الرشيد، أن «مدارس الأجيال شكلت لجنة مكونة من خمسة معلمين، لاختيار خمسة طلاب في كل أسبوع، ليتم تكريمهم كل سبت، في طابور الصباح، بحيث تتوفر فيهم شروط عدة، أبرزها: عدم الغياب خلال الأسبوع، وعدم الخروج من الصف للإدارة بمشكلة، وعدم وجود ملاحظة في خطة الطالب خلال الأسبوع، وعمل آخر جديد ليس له علاقة في الكتاب والمعلم، تميز به الطالب، مثل حفظ سورة من القران ليست ضمن المنهج، أو المحافظة على الصلاة، وبره في والديه، وتميزه في مهارة علميّة، وحصوله على شهادة تقدير من الإدارة أو المدرسة».