انتهت أمس في النمسا «محاكمة العصر»، كما أطلق عليها، بإصدار حكم يقضي بسجن «وحش زنى المحارم» جوزيف فريتزل (73 سنة)، مدى الحياة. وأنزل هذا الحكم بفريتزل لإدانته بكل التهم الموجهة إليه، من سلب الحريات والاحتجاز والاستبعاد، إضافة إلى زنى المحارم والاغتصاب وتحمله مسؤولية وفاة رضيع بعد يومين من ولادته في قبو منزله الواقع في مدينة أمشتيتين، والذي احتجز فيه ابنته اليزابيث مدة 24 سنة، وأنجب منها سبعة أطفال نتيجة الاغتصاب المتكرر. واعتبرت المحكمة أن فريتزل ما زال يشكل خطراً على المجتمع لانحراف شخصيته، قاضية بإدخاله مركزاً للأمراض النفسية والعقلية ومن ثم نقله إلى السجن مدى الحياة. وبدا المجرم الذي فرضت عليه مراقبة أمنية مشددة خوفاً من إقدامه على الانتحار، متماسكاً لحظة قراءة الحكم الذي بدا في رأي كثر غير متناسب مع هول الجريمة. وكانت المدعية العامة كريستياني بروكهايسر طالبت أثناء افتتاح الجلسة الأخيرة للمحاكمة التي استمرت أربعة أيام بإنزال العقوبة الأقسى بفريتزل، على رغم مطالبة محاميه رودلف ماير بتخفيف الحكم عن موكله، بسبب اعتراف الأخير بكل التهم الموجهة إليه. وكان فريتزل فاجأ محاميه بإقراره في اليوم الثالث للجلسات بذنبه وبإعرابه أمام الملأ عن ندمه لارتكابه تلك الفظائع. ولم يأت اعتراف فريتزل إلا عقب عرض المحكمة شريطاً مصوراً تضمن إفادات ابنته التي دخلت أيضاً قاعة المحكمة لدقائق قليلة مواجهة أبيها بجرائمه، الأمر الذي التي ترك أثراً عميقاً في نفوس الحاضرين ودفعت الأب على ما يبدو إلى الاعتراف بجرمه. وغاب عن حضور جلسات المحاكمة أي من ذوي فريتزل بمن فيهم زوجته، والدة الضحية اليزابيث، التي أبعدت عن دائرة الاتهام عقب التحقق من عدم علمها بما يجري في قبو منزلها. وفيما سيمضي فريتزل بقية أيام حياته خلف القضبان يدرس الفريق المكلف الإشراف على عائلة اليزابيث مقترحات من ضمنها تغيير أسمائهم لمساعدتهم في تلمس خطاهم في معترك الحياة والعيش في شكل شبه طبيعي.