واشنطن، براغ، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – يأمل الأعضاء الديموقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي، بألا يعرقل زملاؤهم الجمهوريون المصادقة على معاهدة «ستارت - 2» لخفض الترسانتين النوويتين الأميركية والروسية، والتي وقعها الرئيسان باراك أوباما وديمتري ميدفيديف في براغ الخميس. وقال زعيم الجمهوريين في المجلس السيناتور ميتش ماكونيل ان «المجلس سيقوّم ما اذا كان الاتفاق يقلّص قدرة بلادنا على الدفاع عن نفسها وعن حلفائنا، من التهديد الذي تشكّله الصواريخ النووية، وما اذا كانت هذه الإدارة ملتزمة الحفاظ على ثلاثيتنا النووية»، في اشارة الى قدرة الولاياتالمتحدة على إطلاق اسلحة نووية من الجو والأرض والبحر. وأشاد زعيم الغالبية الديموقراطية هاري ريد بما اعتبره «معاهدة تاريخية» وقعها اوباما، معرباً عن «ثقته بأن هذا الاتفاق سيحظى بالأصوات ال67 لدى الحزبين من اجل المصادقة (عليه). لا مجال لتسييس أمر بالغ الأهمية بالنسبة الى أمننا القومي». ويعوّل الديموقراطيون على السيناتور الجمهوري المعتدل ريتشارد لوغر، لتسريع المصادقة على الاتفاق الذي اعتبره السيناتور الديموقراطي جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ التي ستناقش المعاهدة، «مهم جداً الى درجة لا يمكن تأخيره». وغادر أوباما براغ أمس، بعد لقائه نظيره التشيخي فاتسلاف كلاوس ورئيس الوزراء يان فيشر. وكان الرئيس الاميركي تناول العشاء ليل الخميس مع قادة 11 دولة في وسط أوروبا وشرقها، لطمأنة دول الكتلة السوفياتية السابقة، والتي انضمت الى حلف شمال الأطلسي، إلى أن فتح صفحة جديدة في العلاقات مع روسيا لن يكون على حسابها، خصوصاً بعد تخلي ادارة أوباما عن مشروع ادارة جورج بوش بنشر الدرع الصاروخية في شرق أوروبا. وقال فيشر ان «اوباما أكد خصوصاً أننا ما زلنا جزءاً من الفضاء الأوروبي الأطلسي». واشار البيت الابيض الى ان القادة قالوا خلال العشاء ان «تحسن العلاقات بين واشنطن وموسكو قلّص التوترات وأوجد مناسبات جديدة لهم لتحسين علاقاتهم بروسيا». وأضاف ان اوباما شكر القادة على مشاركتهم وعلى «تضحياتهم» في عمليات الأطلسي في افغانستان. وانتقدت سارة بايلن المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس، الاستراتيجية النووية الجديدة التي أعلنها أوباما، معتبرة انه مثل طفل في فناء مدرسة يقول: «إلكمني في الوجه ولن أرد عليك». وعلّق أوباما على تصريح بايلن، قائلاً: «على حد علمي سارة بايلن ليست خبيرة في القضايا النووية. إذا كان وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان مرتاحين لها (الاستراتيجية)، لن آخذ النصيحة من بايلن». وتعليقاً على تقديم اوباما الاستراتيجية النووية الجديدة، قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو: «من المهم ان تقلّص الولاياتالمتحدة، الدولة التي تملك إحدى أهم الترسانات النووية، ترسانتها في شكل مسؤول». واضافت ان الصين «تشيد» بتوقيع اوباما وميدفيديف معاهدة «ستارت - 2»، مؤكدة ان بكين «تنتهج استراتيجية نووية ذات طبيعة دفاعية». وزادت: «نحن ملتزمون في وضوح وفي شكل غير مشروط، عدم استعمال والتهديد باستعمال الأسلحة النووية ضد الدول غير النووية او المناطق المنزوعة السلاح النووي». وجاء التوقع على «ستارت - 2»، قبل استضافة اوباما في واشنطن الاثنين والثلثاء المقبلين، ممثلي 47 دولة، في قمة حول الامن النووي. وقال المسؤول في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) جيمس ميلر ان اوباما ينتظر من الدول المشاركة تقديم التزامات محددة تتعلق في شكل خاص ب «منع سرقة مواد نووية او وضع اليد عليها ونقلها والاتجار بها على أراضيها».