فرقة «ديما»، هي إحدى الفرق الموسيقية الوليدة التي تقدم نوعاً مختلفاً من الأغنيات، وتجتذب عروضها الغنائية أذواق الشباب المصري بطريقتها المميزة في الأداء وكلمات أغانيها الساخرة. يتنوع ما تقدمه الفرقة بين الغناء وموسيقى الروك الخالصة، وتعتمد كلمات الأغاني التي تقدمها الفرقة على مواضيع تحمل انتقاداً ساخراً لمظاهر اجتماعية وحياتية داخل المجتمع المصري، في صورة تشبه المونولوج الغنائي الساخر الذي ظهر في مصر في مطلع القرن الماضي، وتألق على يد نجوم معروفين في حقبة الأربعينات والخمسينات والستينات، من أمثال إسماعيل يس وحسن فايق ومنير مراد وأحمد الحداد وثريا حلمي... وغيرهم، مع الفارق في طريقة الأداء ونوعية الموسيقى المصاحبة. الأغنيات التي تقدمها الفرقة لا يوجد بينها أغنية عاطفية واحدة. ويرى أفرادها غير منطقي أن تظل الأغاني التي نسمعها كلها تدور عن المشاعر والعواطف والحب والعشق. والأغنيات الرومانسية، وفق اعضاء الفرقة، تدور كلها في إطار واحد تقريباً شبع منه الناس، وتعتمد في الغالب على مجموعة من الكلمات تم استهلاكها على مر السنوات إلى درجة السأم. «فالحب» و«الحبيب» و«بحبك» و«بموت فيك»، كلها كلمات تتكرر في معظم الأغاني التي نسمعها. لذا اتجه أعضاء الفرقة، كما يقولون، إلى تقديم شيء مختلف، فاعتمدت أغنياتهم على مواضيع جديدة بعيدة من أغنيات الحب والرومانسية. يدرك هيثم وأصدقاؤه جيداً أن ما يقدمونه يمثل شيئاً مختلفاً على أذن الجمهور الذي اعتاد الإستماع إلى الأغنيات الرومانسية التقليدية، ما يعوق انتشارهم عبر الإذاعة أو التلفزيون كما يعتقدون. فالأغنية العاطفية ما زالت تحتل مركز الصدارة في اختيارات القائمين على القنوات التلفزيونية أو محطات الإذاعة. لكن الأمر لم يؤثر على قناعة الفريق المكون من خمسة أفراد، فهم يدركون جيداً أن الناس أو جمهورهم على الأقل، يحب الاستماع إلى مثل هذا اللون الغنائي الذي يقدمونه، وهذا يكفيهم. ويطمح أعضاء الفرقة إلى أن تكون لديهم القدرة على عرض أغانيهم تلك أمام جمهور أوسع، فهم لم يقدموا أعمالهم منذ ظهورهم للمرة الأولى عام 2007 سوى في القاهرة، وكل أمنياتهم تنحصر في تقديم عروضهم في عواصم أخرى. أعضاء الفرقة من دارسي الحقوق وإدارة الأعمال والإعلام وبينهم رسام كاريكاتور أيضاً جمعتهم الموسيقى وألفت بينهم الرغبة في الغناء، وشيء آخر أكثر قوة من حسابات المادة، هو حبهم وإيمانهم بما يقدمونه. أما أكثر الصعوبات التي تواجه فرقة «ديما» وغيرها من الفرق الأخرى فهو التمويل، فالعائد من وراء الحفلات التي تقدمها الفرقة لا يغطي عادة ما ينفقه أفرادها على البروفات كما يقولون. أن اسم الفرقة «ديما» يعني دائماً، أو على الدوام، بالعامية المصرية، وهو ليس مجرد اسم كما يعلق أفراد الفرقة، بل هو عهد أيضاً يقطعونه على أنفسهم، وهو أن تظل فرقتهم محافظة على هذا النمط الذي عرفت به على الدوام. تقدم «ديما» عروضها في أماكن مختلفة من بينها «ساقية الصاوي» في القاهرة الذي تقدم على مسرحها حفلة شهرية بانتظام.