يكتمل مساء اليوم عقد نصف نهائي بطولة خادم الحرمين الشريفين، عندما يستضيف النصر نظيره الأهلي في إياب دور الثمانية لتحديد هوية آخر المتأهلين، وكانت المباراة الأولى ذهبت لمصلحة النصر بنتيجة ثقيلة قوامها ثلاثة أهداف نظيفة.النصر يدخل المباراة بعدد وافر من الفرص لوضع يده على بطاقة التأهل تصل إلى الخسارة بفارق هدفين، ما يعطي مدربه الأورغوياني جورج داسيلفا مجالاً أوسع لرسم التكتيك الأمثل، خصوصاً أن لاعبيه ليست عليهم أي ضغوط جراء الانتصار العريض في المواجهة السابقة، إلا أن المدرب النصراوي لن يبالغ في الثقة بعد الخروج من نصف نهائي البطولة الخليجية أمام الوصل الإماراتي على رغم الفرص الكثيرة للفريق الأصفر في مباراة الرد، لذا من المتوقع أن يبحث المدرب عن نقطة التوازن بين الخطوط كافة بعيداً عن الإفراط في الاندفاع الهجومي أو المبالغة في الشق الدفاعي، وقدّم الفريق الأصفر أداء كبيراً في المباراة الماضية خالفت توقعات جميع النقاط عطفاً على الغيابات المهمة في المراكز كافة، إذ يغيب المخضرم حسين عبدالغني ومحمد السهلاوي وخالد راضي، إضافة إلى خسارة خدمات المحترفين الأجنبيين المصري حسام غالي والكوري لي شون، إلا أن اللاعبين يتفوقون على كل الظروف بحماستهم وقتاليتهم. يعتمد المدرب داسيلفا في معظم مخططاته الفنية على تحركات الأرجنتيني فيغاروا في منطقة المناورة واندفاعه خلف معظم الهجمات، إلى جانب إجادته تنفيذ الكرات الثابتة التي باتت أحد أهم الأسلحة النصراوية للوصول إلى مرمى الخصوم، كما أن عودة المهاجم سعد الحارثي للتهديف ستجعل خط المقدمة قوة ضاربة يصعب التصدي لها، فيما يتحرك الغيني باسكال في كل أرجاء الملعب بحيوية عالية تدعم النواحي الهجومية بشكل كبير، ومتى ما لعب الفريق بحماسة مباراة الذهاب فلن تكون المهمة صعبة للعبور إلى المرحلة الأهم. وعلى الضفة الأخرى، يدخل الأهلي بجروح عميقة إثر الخسارة الموجعة في عقر داره، وتبدو مهمة التأهل في غاية الصعوبة عطفاً على العوامل الداعمة للخصم، والمدرب البرازيلي فارياس مطالب بتحسين صورة فريقه، وعلى أقل تقدير تحقيق فوز شرفي يعيد هيبة الخطوط الخضراء التي سقطت في جميع الاستحقاقات المحلية وباتت تخشى تكرار ذلك في الاستحقاق الآسيوي، والجماهير الأهلاوية تنتظر تعديل ما يمكن تعديله في مباراة رد الاعتبار، خصوصاً أن المدرب عجز عن إيجاد تشكيل ثابت على رغم اقتراب انتهاء الموسم الرياضي، إذ يجري تغييرات غريبة لا تجد القبول عند محبي القلعة، خصوصاً إصراره على إبعاد مالك معاذ، حتى أصبح أداء الفريق متأرجحاً من مباراة إلى أخرى وأشبه باللغز المحير للجماهير التي لم تعد تثق بتحقيق الفوز في أسهل المباريات على رغم وجود كوكبة من النجوم الشابة، في مقدمهم عبدالرحيم الجيزاوي ومحمود معاذ والمحترفون الأجانب المؤثرون بوجود النجم البرازيلي مارسينهو وأحمد مبارك في منطقة المناورة، وكذلك المهاجم البرازيلي فيكتور الملقب بالسفاح، إلا أن هشاشة خط الدفاع وتكرار الهفوات صادرا تفوق الأهلي في غالب المناسبات، وإن كانت الخطوط جميعها في المباراة السابقة سيئة واعتمدت على الاجتهادات الفردية التي قادت الفريق إلى هزيمة مذلة وضعته على مشارف الوداع المر. وعلى رغم أن جميع الحسابات تصب في جانب أصحاب الأرض والجمهور، إلا أن كرة القدم لا تعترف بأي اعتبارات تسبق صافرة البداية، ومتى ما تعامل الأهلاويون كما يجب مع الدقائق الأولى وتمكنوا من الوصول إلى الشباك الصفراء باكراً فستكون الحسابات مختلفة تماماً، كما أن النصراويين يدركون عواقب الثقة المفرطة التي أقصتهم من البطولة الخليجية، لذا سيكون الصراع على أشده منذ الوهلة الأولى.