تلعب الطاقة المتجددة دوراً كبيراً و مهماً في مواجهة ظاهرة «الاحتباس الحراري» التي تهدد الاستقرار البيئي على كوكب الأرض، ما دفع الجهات المختصة إلى البحث عن مصادر عدة للحصول على هذه الطاقة النظيفة. وشرح تقرير صدر نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عن «المنتدى الاقتصادي العالمي» أهمية مصادر الطاقة المتجددة في العالم، موضحاً أهمية كل مصدر على حدة. واعتبر التقرير الذي اعتمد على بيانات «الوكالة الدولية للطاقة» و«إدارة معلومات الطاقة الأميركية» ان الماء يشكل المصدر الأهم والأول للطاقة المتجددة في الوقت الراهن، إذ ولدت الطاقة الكهرومائية ثلاثة آلاف و 646 بليون كيلوواط ساعي حول العالم في العام 2012. فيما شكلت هذه الطاقة 16 في المئة من إجمالي الطاقة الموّلدة عالمياً في العام 2013. ووفق بيانات تعود للعام 2012 أيضاً، فإن طاقة الرياح تأتي في المركز الثاني بعد الماء، إذ ولدت 520 بليون كيلوواط ساعي من الكهرباء، بينما أنتجت النفايات والكتل الحيوية 384 بليون كيلوواط ساعي، أما الطاقة الشمسية فولدت 96 بليون كيلوواط ساعي، فيما أنتجت الطاقة الحرارية الجوفية 68 كيلوواط ساعي. وجاءت ظاهرة المد والجذر وطاقة الأمواج في خانة المصادر الأقل توليداً للكهرباء، إذ أنتجب 0.5 بليون كيلوواط ساعي. ومن المتوقع أن يزيد استغلال هذه المصادر الطبيعية مستقبلاً، مع تطور التكنولوجيا المُستخدمة في هذا المجال، ونتائج الاجتماع الدولي الذي عُقد في فرنسا أخيراً للاتفاق على خطوات عالمية تهدف الى الحد من ظاهرة تغيرالمناخ. وأشار التقرير إلى زيادة نسبة استخدام مصادر الطاقة المتجددة بشكل ملحوظ خلال الفترة بين عامي 1971 و2013، لكنه نوّه إلى زيادة استخدام الوقود الأحفوري الملوِث للبيئة خلال الفترة ذاتها ،أيضاً ،بمقدار خمسة أضعاف، ما يعني أن الزيادة في استخدام مصادر نظيفة لتوليد الطاقة يجب ان تترافق مع جهود وتوعية عالمية لتقليل استخدام الوقود الأحفوري. ويرى خبراء أن ارتفاع كلفة الانتقال إلى الطاقة النظيفة من أهم العوامل التي تعيق تخلي الدول عن الطاقة الأحفورية. لكن يبدو أن الجهود العالمية لاستخدام الطاقة النظيفة بدأت تؤتي ثمارها، إذ كشف تقرير صدر العام الحالي ل«شبكة سياسة الطاقة للقرن الحادي والعشرين (REN21)» انه على رغم زيادة معدل استهلاك الطاقة عالمياً بنحو 1.5 في المئة سنوياً، وبمتوسط نمو ثلاثة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، إلا أن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون لم تتغير في العام 2014 عن مستواها في العام 2013، وهذه هي المرة الأولى في أربعة عقود، التي ينمو فيها الاقتصاد العالمي من دون زيادة موازية في انبعاثات الكربون. وكان المدير العام ل «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة»، عدنان أمين، قال سابقاً إن «مصادر الطاقة المتجددة ستشكل 62 في المئة من منشآت توليد الطاقة الكهربائية في العالم بحلول العام 2020».