انطلق مؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخي (الإثنين) الماضي في باريس، والذي يستمر لمدة أسبوعين بمشاركة حوالى 190 دولة. ويهدف المؤتمر إلى الوصول إلى اتفاق عالمي ملزم لخفض الانبعاثات الحرارية إلى مستوى أقل من درجتين والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في القمة الأفتتاحية للمؤتمر بالتعاون مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا ومؤسس شركة «مايكروسوفت» بيل غيتس، اطلاق مبادرة ببلايين الدولارات لمضاعفة الموازنة المخصصة للأبحاث والتطوير في مجال الطاقة المتجددة بحلول العام 2020. وفي المقابل، عارض مرشح "الحزب الجمهوري" لانتخابات الرئاسة الأميركية ماركو روبيو المبادرة قائلاً : إن «أي شئ ستفعله أميركا للحد انبعاثات الحرارية سيكون من دون معنى، لأن دولاً مثل الهندوالصين لا يفعلون نفس الشيء»، لكن بيانات شركة «بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة» دحضت مقولة روبيو قائلة: إن «غالبية الاستثمارات العالمية فى مشاريع الطاقة النظيفة ينفق فى البلدان النامية. وإن الاستثمار فى الطاقة النظيفة فى الصين وحدها فاق أميركا و بريطانياوفرنسا مجتمعة». وأضافت «بلومبرغ»، أن «55 دولة كبرى من خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بما فى ذلك الهند والبرازيل والصين وكينيا، بلغ استثمارها في مجال الطاقة النظيفة نحو 126 بليون دولار في العام 2014، بنسبة ارتفاع 39 في المئة عن العام 2013». وكشفت البيانات أن «الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية استثمرت حوالى 11 بليون دولار في العام 2004، في الطاقة المتجددة، وارتفع إلى حوالى 17 بليون دولار في العام 2005، وكانت الاستثمارات الأكبر في العام 2011، إذ بلغت 57 بليون دولار. فيما بلغ استثمار الدول غير الأعضاء في المنظمة حوالى ثلاثة بلايين دولار في العام 2004، وارتفع إلى 27 بليون دولار في العام 2012، وانخفض إلى حوالى 12 بليون دولار في العام 2013، بينما كان أكبر ارتفاع له في العام 2015، إذ سجل حوالى 38 بليون دولار». ويرى خبراء أن «استخدام مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن يكون له أثر كبير في الحد من الاحتباس الحراري، لكن ارتفاع كلفة الانتقال إليها والمنافسة الحادة التي تفرضها الطاقة الأحفورية، تعرقل ذلك». وتشكل مصادر الطاقة المتجددة من الرياح والمياه والطاقة الشمسية نحو 20 في المئة من مصادر توليد الطاقة الكهربائية، لكنها لا تتعدى خمسة في المئة من إجمالي استهلاك الطاقة في العالم، والتي تعتمد في غالبيتها على الفحم والنفط، ويبدو أن الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة التي لم تكن موجودة قبل 15 عام، ما عدا الطاقة الكهرومائية، لها أثر جيد في خفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون. يذكر أن القمة تعقد وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، وتلقّت فرنسا عشية القمة دعماً واضحاً، تمثّل بعدم اعتذار أي من قادة العالم عن عدم الحضور، على خلفية المخاوف من وقوع هجمات إرهابية، على غرار التفجيرات الدموية التي شهدتها باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي أوقعت 130 قتيلاً ومئات الجرحى.