انتشلت جثتا طفلين من المهاجرين العراقيين أمس، قبالة السواحل الغربية لتركيا، عشية مفاوضات جديدة حول أزمة اللاجئين بين عدد من الدول الأوروبية وتركيا. وأفادت وكالة أنباء «دوغان» التركية أن صيادي أسماك أتراكاً انتشلوا جثتي الطفلين اللذين يبلغان من العمر ست سنوات وسنتين ويرتديان سترتي نجاة، وكانت الجثتان عائمتين في بحر ايجة قبالة منطقة شيشمة (غرب) المقابلة لجزيرة كيوس اليونانية. ومنذ بداية العام، أبحر أكثر من 650 ألف مهاجر من تركيا للوصول إلى الجزر اليونانية، بحسب أرقام الأممالمتحدة. وفي الفترة ذاتها، لقي أكثر من 500 منهم حتفهم معظمهم من الأطفال، كما تفيد منظمة الهجرة الدولية. واتهمت «منظمة العفو الدولية» في تقرير أمس، تركيا بأنها أوقفت عدداً من اللاجئين السوريين والعراقيين وأساءت معاملتهم وأعادتهم إلى بلديهم منذ أيلول (سبتمبر) الماضي. وكتبت المنظمة غير الحكومية في التقرير الذي نشر عشية قمة للاتحاد الأوروبي حول أزمة المهاجرين أنه «بموازاة المناقشات حول الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا»، احتجزت أنقرة «عدداً كبيراً جداً ربما مئات من اللاجئين وطالبي اللجوء». ونفت السلطات التركية على الفور هذه الاتهامات. وقال مسؤول تركي: «ننفي بشكل قاطع أن يكون لاجئون سوريون أجبروا على العودة إلى سورية». وأكد المسؤول نفسه أن سياسة «الباب المفتوح» التي اتبعت منذ بداية النزاع السوري ما زالت مطبقة. وأوردت «منظمة العفو» استناداً إلى شهادات أن «بعضهم (اللاجئون) أكدوا أنه تم تقييدهم وضربهم ونقلهم بالقوة إلى البلد الذي هربوا منه»، ودانت «انتهاكاً مباشراً للقانون الدولي». وتؤكد تركيا باستمرار أنها تستقبل على أراضيها 2,5 مليون لاجئ سوري وعراقي. ومنذ توقيع اتفاق مع الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، ينص على مساعدة مالية أوروبية تبلغ قيمتها ثلاثة بلايين يورو مقابل تشديد مراقبة الحدود، أوقفت تركيا آلاف الراغبين في الهجرة. وقال جون دالهويسن مسؤول «منظمة العفو» لأوروبا وآسيا الوسطى أنه «بتنصيب تركيا حارسة لأوروبا في أزمة اللاجئين، يواجه الاتحاد الأوروبي احتمال تجاهل وحتى تشجيع انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان». وتعقد «قمة مصغرة» أوروبية لثمان من دول الاتحاد الأوروبي وتركيا في بروكسيل اليوم، للبحث في أزمة المهاجرين واللاجئين. ويشارك رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في القمة التي ترأسها المستشارة الألمانية أنغيلا مركل.