توالت ردود الفعل تجاه التصريحات التي أطلقها البليونير الأميركي دونالد ترامب الذي يتنافس للحصول على ترشيح "الحزب الجمهوري" له في الإنتخابات الرئاسية الأميركية، حول منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، وطالت شراكته الاقتصادية وعلامته التجارية في أماكن عدة. وانتقدت الشركة التركية صاحبة امتياز العلامة التجارية ل«ترامب تاورز» في تركيا، تصريحاته. وقالت إنها «ستعيد تقييم علاقتها القانونية» بين الطرفين. وكان البليونير التركي آيدين دوغان، بنى المجمع التجاري والسكني «ترامب تاورز اسطنبول» المطل على الحي المالي في وسط المدينة، مقابل مبلغ يدفعه لترامب لقاء استخدام العلامة التجارية. وقررت شركة الإنشاءات «داماك» في دبي، والتي يربطها بترامب مشروع لإنشاء مجمع غولف بكلفة ستة بلايين دولار، حذف اسمه وصورته من المشروع، قبل أن تعيده يوم الأحد الماضي. وأوقفت «لايف ستايل» وهي شريك آخر لترامب في الشرق الأوسط، مبيعات منتجات «ترامب هوم»، احتجاجاَ على تعليقاته. إلا أن الشركة اعادت إسمه مرة أخرى يوم الأحد الماضي. وفي نيويورك، احتشد مئات المحتجين الخميس الماضي أمام فندق يملكه ترامب في وسط المدينة، منتقدين بشدة تعليقاته، ومرددين هتافات من بينها «مرحباَ باللاجئين»، و«ترامب إلى المزبلة». وحذر المجتجون من أن «تعليقات ترامب المثيرة للانقسام، ستعمل فقط على تكثيف موجة من رهاب الإسلام»، فيما قال مسلمون شاركوا في الاحتجاج، إنهم «يخشون زيادة في الهجمات والتمييز ضدهم في أعقاب هجوم سان برناردينو، مثلما حدث في أعقاب الهجمات التي شنتها القاعدة في 11 أيلول (سبتمبر) العام 2001». وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، إن «تصريحات ترامب تجعله غير مؤهل لأن يكون رئيساَ»، مضيفاَ أنه «ينبغي للمرشحين الجمهوريين أن يتنصلوا منه الآن»، فيما ندد رئيسا الوزراء الفرنسي فرنسوا هولاند، والكندي جاستن ترودو والأمم المتحدة، بتصريحات ترامب. وفي بريطانيا، وقع أكثر من 250 ألف شخص عريضة على الإنترنت، أطلقتها الناشطة والناقدة لأحدث ملعب غولف يمتلكه ترامب في أبردينشير بأسكتلندا سوزان كيلي، لمنع ترامب من دخول بريطانيا، لكن وزير الخارجية جورج أوزبورن عارض تلك الخطوة، قائلاَ إنه «سيكون من الأفضل التعامل مع ترامب في مناقشات ديموقراطية»، فيما يعيش في بريطانيا 2.7 مليون مسلم. من جهته، أرجأ ترامب زيارتة إلى اسرائيل، والمقررة في 28 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، معلناَ قرار التأجيل في تعليق على حسابه في «تويتر»، قائلاَ: «سألتقي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موعد لاحق، حين أصبح رئيساَ للولايات المتحدة»، مضيفاَ أنه «لا يريد أن يتعرض نتنياهو لأي ضغط»، وذلك بعد أن دعا سياسيون إسرائيليون عدة إلى منع زيارته المتوقعة، إذ وقع 37 نائباَ على الأقل، غالبيتهم من المعارضة الإسرائيلية ويشكلون حوالي ثلث الكنيست المكون من 120 مقعداَ، على رسالة إلى نتنياهو تدعوه إلى إلغاء الاجتماع، ما لم يسحب ترامب تصريحاته. وجاء تصريح ترامب، الذي قوبل بانتقادات واسعة داخل الولاياتالمتحدة وخارجها، رداَ على الهجوم في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا أخيراَ، والذي أطلق فيه زوجان مسلمان النار، مخلفين 14 قتيلاَ، وشبه ترامب اقتراحه بتلك المقترحات التي نفذها الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت، على أناس ينحدرون من أصول يابانية وألمانية وإيطالية أثناء الحرب العالمية الثانية.