لاحظت مؤسسات اقليمية وعالمية قلقاً متزايداً من القيمين على قطاع السياحة والسفر في منطقة الخليج جراء استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية وخفضها لإنفاق المستهلكين وتزامن انتشار إنفلونزا الخنازير حول العالم معها. ورصد تقرير لمؤسسة «المزايا القابضة» مخاوف «جدية» لدى المستثمرين والعاملين في قطاعي السياحة والطيران والخدمات المساندة لهما في منطقة الخليج «من انتشار وباء إنفلونزا الخنازير وسط حالة الوهن التي يمر فيها الاقتصاد العالمي في شكل عام وقطاع السياحة في شكل خاص». وأشار التقرير الى تراجع أعداد السياح في دبي في شكل لافت بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي وارتفاع الدولار الذي يعتبر قيمة مرجعية لسعر صرف الدرهم، ما أدى إلى انخفاض إيرادات الفنادق في دبي بنسبة 35 في المئة في شباط (فبراير) الماضي. وأضاف التقرير ان «الهواجس المتعلقة بتأثير مخاوف انتشار المرض وتحوله إلى وباء عالمي تأتي في ظل تناقص حاد في إعداد السياح الآتين إلى البلدان العربية، خصوصاً الإمارات حيث تشكل السياحة 20 في المئة من الناتج المحلي لدبي». ولاحظ التقرير ان مخاوف انتشار المرض «أثرت في شكل مباشر وفوري في الأسواق المالية العالمية، وتبعتها مؤشرات الأسهم الخليجية، وسط تحذيرات من منظمات وهيئات الصحّة العالمية وسلطات الصحة العامة». وازداد قلق المستثمرين الخليجيين، بعد رفع منظمة الصحة العالمية درجة التأهب، خشية تفشي وباء عالمي، محذّرة من ان فيروس إنفلونزا الخنازير يمكن ان يتطور ويصبح أكثر خطورة، ونصحت ان تكثّف كل الدول مراقبتها على كل حالات المرض غير الاعتيادية التي تشبه الإنفلونزا أو التهاب الرئة. ولاحظ التقرير ان الأثر المباشر للمرض، الذي يخشى تحوله إلى وباء، دفع منظمي الرحلات وشركات السياحة إلى اتخاذ الحيطة في تنظيم الرحلات السياحية إلى المناطق الموبوءة، إذ قررت الشركات السياحية الأوروبية تجميد رحلاتها إلى المكسيك، ووضعت برامج سياحية بديلة. وبحث وزراء الصحّة في دول مجلس التعاون الخليجي وسائل وضع خطة مشتركة للتصدي لمرض إنفلونزا الخنازير، وتبنّي التدابير اللازمة التي تقي دولهم من هذا المرض الذي ظهر في عدد من دول العالم أخيراً. وبدأت الإمارات اول من أمس بعد تشكيلها لجنة طوارئ، تطبيق اجراءات احترازية لمكافحة إنفلونزا الخنازير، بتفعيل استخدام الأجهزة الكاشفة لحرارة الجسم في مطاري أبو ظبي ودبي الدوليين. واتخذت هيئة الصحة في أبو ظبي إجراءات وقائية مشدّدة، تضمنت زيادة أعداد الطواقم الطبية المناوبة في عيادة المطار، ووزعت كمامات طبية وعقاقير لمواجهة أي حالات محتملة، خصوصاً للآتين من دول أميركا اللاتينية، كالمكسيك والأرجنتين، إضافة إلى الآتين من الولاياتالمتحدة، ووزعت نشرات توعية على المغادرين إلى جهات أوروبية وغربية. وحذّرت وزارة الصحة السعودية المواطنين والمقيمين على أرضها بتوخي الحذر والحيطة عند السفر إلى الدول الموبوءة بالمرض. وأعلنت الكويت استنفار كل اجهزتها الصحّيه في حال انتقال المرض عبر المسافرين، حيث تم اعداد فرق طبيه للكشف على جميع المسافرين الواصلين الى الكويت من الدول التي وصلت اليها العدوى. ويتزامن قلق المنطقة من انتشار المرض في وقت تستعد فيه دبي لاستضافة «سوق السفر العربي» الاسبوع المقبل، ويتوقع ان يحضر المناسبة مسؤولون وممثلون عن قطاع السياحة والطيران من كل انحاء العالم العربي والعالم. وتوقعت «منظمة السياحة العالمية» تعمّق حال الركود التي ستصيب السياحة العالمية، ورجح «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» (الاياتا) ان يكون عام 2009 عاماً صعباً على شركات الطيران، ما من شأنه ان يزيد من توقعات خسائر القطاع التي توقعت ان تتجاوز 12 في المئة قبل انتشار المرض.