أكد مسؤولون وقادة أمنيون قرب تحرير ما بقي من أحياء الرمادي، وبدأ مجلس المحافظة بوضع خطة لمسك الأرض بمشاركة العشائر لحماية مناطقها، بالتنسيق مع القوات الأمنية. وشكلت لجنة مشتركة لمنع حصول عمليات انتقامية وفوضى كما حصل في مدن محررة شمال البلاد. وتواصل القوات المشتركة عملية تحرير مناطق الرمادي، بعد نجاحها في السيطرة على كل الأحياء الشمالية والغربية من المدينة، وسط دعم واسع لطيران التحالف الدولي الذي كثف غاراته على «داعش». وقال عضو مجلس محافظة الأنبار راجع بركات العيساوي ل «الحياة» ان «قوات الأمن تتقدم في شكل جيد»، وأكد ان «اكتمال تحرير المدينة سيتم خلال أيام، مشيراً إلى أن لجاناً مشتركة من الجيش والحشد العشائري تشارك في المعارك». وأضاف ان «مجلس المحافظة، بحث تحديات في ما بعد «داعش» وأبرزها مسك الأرض ومنع الفوضى»، وأوضح أن «العشائر ستشارك في مسك الأرض من خلال إعطاء كل عشيرة صلاحية في مناطقها بالتنسيق مع القوات الأمنية». ولفت الى ان «المجلس بحث في آليات منع حصول فوضى وعمليات انتقامية وتم تشكيل لجان لهذا الغرض تضم العشائر وقيادة عمليات الأنبار وأفواج الشرطة المحلية، ولكننا في حاجة الى قوات كبيرة». وانهارت الشرطة المحلية في الأنبار في شكل كامل بعد سيطرة «داعش» على أجزاء واسعة من المحافظة، بينها الرمادي، وأعادت وزارة الداخلية هيكلتها ووصل عديدها حالياً إلى نحو 3 آلاف عنصر، ولكنها محدودة قياساً إلى حاجة المحافظة التي كان فيها قبل توغل «داعش» نحو 20 الف عنصر. إلى ذلك، قال العيساوي إن الرمادي «تعرضت لدمار واسع، وتشير التقارير الأولية إلى أن البنى التحتية من الجسور والطرق والطاقة دمرت في شكل كامل». وأكد حاجة المحافظة الى «الدعم الدولي لإعمار المدينة». وعن خطط القوات الأمنية المقبلة في الأنبار، اكد العيساوي ان «قضاء هيت وناحية كبيسة الهدف المقبل لفتح الطريق الى ناحية البغدادي التي يحاصرها داعش». وحذّر محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ الأنبار من حصول فوضى وعمليات انتقامية بعد تحرير الرمادي، وقال ل «الحياة» ان «على الحكومة الاتحادية اتخاذ اجراءات استباقية لمنع حصول ذلك». وأضاف أن «هناك انقساماً بين عشائر الأنبار، وعلى الحكومة عدم تفضيل عشائر بالدعم والتسليح وتطويع ابنائها على اخرى لأن ذلك سيخلق صراعاً جديداً». من جهة أخرى، تخوض قوات مشتركة من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب معارك لتحرير ما بقي من احياء المدينة، حيث ما زال المئات من عناصر «داعش» يتحصنون فيها، وقالت مصادر ل «الحياة» ان «أحياء الحوز والمستودع وشارع 60 والشرطة والصناعي ما زالت تحت سيطرة التنظيم الذين تجمّعوا شرق المدينة بعد زرع المكامن».