تظاهر طلاب في "جامعة نواكشوط الحديثة" الثلثاء الماضي احتجاجاً على تردي الخدمات الجامعية وانعدام وسائل النقل إلى المقر الجديد للجامعة والبعيد من العاصمة، مطلقين أوسمة عدة، منها "نضالي مصدر حقوقي" و"طلابنا يعانون" على مواقع التواصل الاجتماعي. وطالب المتظاهرون الذين نظموا الإحتجاجات عبر صفحاتهم على موقعي التواصل الإجتماعي "فايسبوك" و"تويتر"، القائمين على إدارة "جامعة نواكشوط الجديدة"، بتحسين خدمات النقل والاهتمام بالشؤون الطلابية. ومنع الطلاب الحافلات من التحرك، قبل أن تتدخل الشرطة، ما أدى إلى حدوث صدامات دموية بين الطرفين استمرت لساعات عدة. وانتشرت صور تم تدولها على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت المعاناة التي يعيشها الطلاب للوصول إلى محاضراتهم، والطوابير الطويلة للحصول على وجبة مخفضة السعر في المطعم الجامعي، خصوصاً أن غالبية طلاب الجامعة قدموا إلى نواكشوط من مدن وقرى بعيدة، بهدف إكمال دراستهم. وكتب عبد الرحمن ودادي على صفحته في «فايسبوك»: «صُرفت ستة بلايين ليمشي العسكر في شوارع نواذيبو (في إشارة إلى حفل اليوم الوطني الذي استضافته مدينة نواذيبو)، طيلة ثلاث ساعات، في وقت لا يجد فيه طلاب الجامعة وسيلة نقل مناسبة، والمطعم الجامعي عاجز عن توفير خدمة لائقة». وغرد جمال الحبيب، قائلاً إن "طلابنا يعانون، وعندما يشتكون أو يتظاهرون، تنهال عليهم الشرطة ضرباً وتنكيلاً وتتهمهم إدارة الجامعة بأنهم مسيسون"، مضيفا أن «طلابنا يعانون من أزمة نقل حادة ويزيد من حدتها تجاهلها من قبل النظام و المعارضة والفاعلين في المجال، وكأن معاناة الطلاب ليست من معاناة شعب". وكتب محمد محفوظ المختار على حسابه في "تويتر" أن "طلابنا يعانون بسبب غياب المسؤولية تجاههم، حين تم رميهم في ركن قصي من المدينة، حيث لا رقابة ولا رعاية ولا من يهتم بأمرهم". ويأتي هذا الإحتجاج بعد مجموعة من التظاهرات نظمها الطلاب منذ بدء العام الدراسي، مطالبين بتوفير النقل والخدمات الجامعية، في وقت بررت الجهات القائمة على التعليم العالي في البلاد أزمة النقل الحادة بنقل كليات كبيرة مثل الآداب والعلوم الإنسانية بالإضافة إلى العلوم والتقنيات والطب إلى أماكن بعيدة. وكان مسح للسكان أجراه المكتب الموريتاني للإحصاء العام الماضي أظهر أن نحو 27 في المئة من سكان موريتانيا الذين يزيد عددهم على ثلاثة ملايين شخص، يعيشون في العاصمة نواكشوط.