واشنطن - أ ف ب - أثارت حرب فيتنام الكثير من التظاهرات في الولاياتالمتحدة لكن عدد الطلاب المسالمين الذين ينزلون الى الشارع حالياًَ قليل للاحتجاج على الحرب في العراق وافغانستان لأنهم يفضلون العالم الافتراضي. ويقول الطالب همنشير آمن خلال تظاهرة نظمت احتجاجاً على حربي العراق وافغانستان قرب البيت الأبيض: «ثمة خمول كبير وانقطاع متزايد عن شؤون العالم». ويعتبر ان هذا الأمر عائد الى ان «الطلاب يهتمون أكثر بالبحث عن عمل وكسب المال». لكن اسباب عدم المبالاة هذه قد تكون كثيرة ومتنوعة. فالعديد من الجمعيات اليسارية مثلا لا تريد وضع العصي في دواليب الرئيس باراك اوباما بعد فترة قصيرة من بداية ولايته. ويعطي توم هايدن الذي كان من كبار رموز تظاهرات الاحتجاج على الحرب في فيتنام في ستينات القرن العشرين تفسيراً بسيطاً للأمر موضحاً انه في تلك الفترة «كان الطلاب يشكلون العدد الاكبر في التظاهرات المناهضة للحرب بسبب التجنيد الاجباري، فهذا كل ما في الامر». ويشدِّد العضو المؤسس لحركة «ستيودينت فور ايه ديموكراتيك سوساييتي» (طلاب من اجل مجتمع ديموقراطي) على ان طلاب اليوم «أعطوا وجهة جديدة» لنشاطاتهم النضالية وهي الانترنت وساهموا خصوصاً في فوز اوباما في الانتخابات الرئاسية. ويوقع العديد من الطلاب عرائض على الانترنت ويكتبون مدونات او يقرؤونها. لكن ستانلي ارونوفيتز الذي ناضل ضد الحرب في فيتنام ويدرّس اليوم علم الاجتماع في نيويورك يرى ان هذا الامر يجعل رواد الانترنت يتقوقعون في نشاط نضالي افتراضي يعتبره غير فاعل. ويقر ان مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فايسبوك» و «تويتر» و «يوتيوب» تتمتع بقدرة على تعبئة الجماهير «بيد انها تؤدي أيضاً الى تفكيكهم، في حين ان المشاركة في الاجتماعات كانت تدفعنا الى التحرك جماعياً».