لا تزال أزمة اللاجئين تحتل صدارة اهتمام حكومات دول الجوار السوري، لتداعياتها السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية على تلك الدول، ومن بينها الأردن. وقالت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين أخيراً إن 12 ألف لاجئ عالقون على الحدود السورية - الأردنية، مناشدة الحكومة الأردنية فتح الحدود لاستقبالهم في أسرع وقت ممكن، لما يعانونه من ظروف معيشية صعبة. وأوضحت الناطقة باسم المفوضية ميليسا فليمينغ في بيان أمس الثلثاء، أن «الأردن يواجه أعباء إضافية هائلة في اقتصاده وبنيته الأساسية، بسبب هذا العدد الكبير من اللاجئين». وأضافت: «لكن مع الأوضاع المتدهورة داخل سورية، تشعر مفوضية شؤون اللاجئين بالقلق البالغ في شأن حوالى 12 ألف شخص، يحاولون الفرار من سورية، وهم الآن عالقون في مناطق نائية قرب المنطقة الحدودية الشمالية الشرقية في الأردن، ويواجهون أوضاعاً متدهورة». وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلاً عن المفوضية، أن اللاجئين العالقين يتواجدون في مخيمات موقتة على اثنين من المعابر على الحدود السورية - الأردنية، وهم حوالى ثلاثة أضعاف الأعداد التي كانت موجودة في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وعزت المفوضية أسباب تدفق جزء من اللاجئين إلى الغارات الجوية الروسية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وأكدت الحكومة الأردنية من جانبها أمس، أنها مستمرة بسياسة الحدود المفتوحة مع سورية، وأن الأردن «يستقبل اللاجئين السوريين بشكل يومي»، معتبرة، أرقام الأممالمتحدة «مبالغ بها جداً». وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن «هذه الأرقام الواردة حول العالقين مبالغ جداً بها»، مؤكداً أن المملكة «تعطي أولوية للنساء والأطفال» من اللاجئين. وأكد الوزير الأردني أن بلاده «دولة ذات سيادة، ولدينا اعتبارات أمنية مشروعة، ونقوم بعملية تمحيص للاجئ القادم»، معتبراً أن «ما قدمه الأردن لم تقدمه أي دولة في العالم، بخصوص اللجوء السوري، ولدينا مليون وأربعمائة ألف لاجئ، ولسنا مضطرين لإثبات سجلنا في هذا الأمر». ويستضيف الأردن، بحسب مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين، حوالى 632 ألف لاجئ سوري مسجل، فيما تؤكد أرقام غير رسمية ان العدد وصل إلى 1.4 مليون لاجئ. ويتوزع اللاجئون على مناطق مختلفة في المملكة، حيث يتواجد في محافظة العاصمة عمّان حوالى 170 ألف لاجئ، وفي محافظة الزرقاء حوالى 83 ألفاً، وفي محافظة المفرق الحدودية مع سورية 155 ألفاً، وفي مادبا حوالى 10 آلاف، وفي محافظة البلقاء حوالى 20 ألفاً، وفي جرش 10 آلاف وفي عجلون قرابة تسعة آلاف لاجئ سوري. وأقرت الحكومة الأردنية في 19 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي «خطة الاستجابة الأردنية الجديدة للأزمة السورية 2016 – 2018» بتكلفة تقريبية بلغت 8.2 بليون دولار. وأوضحت الخطة أن تكلفة استضافة اللاجئين السوريين حوالى 2.450 بليون دولار، فيما قدرت التكلفة على المجتمعات المستضيفة بحوالى 2.485 بليون دولار، ونحو 3.201 بليون دولار لتلبية حاجات دعم الموازنة العامة.