تفتتح المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم الأحد أول مخيم رسمي للاجئين السوريين في الأردن وسط استمرار نزوح العائلات السورية إلى الحدود الأردنية الشمالية والشرقية. وقال علي بيبي مدير التعاون والعلاقات الخارجية في المفوضية العليا ل «الحياة»: «سنفتتح الأحد أول مخيم رسمي للاجئين السوريين في منطقة الزعتري، القريبة من محافظة المفرق الحدودية مع سورية، بالتعاون مع حكومة الأردن والهيئة الخيرية الهاشمية (مؤسسة رسمية)». وأضاف: «ستكون الدفعة الأولى من المخيم جاهزة لاستقبال خمسة آلاف لاجئ اعتباراً من الأحد». وأشار إلى أن المفوضية والجهات الداعمة «انتهت من تجهيز 2100 خيمة ستعمل على تزويدها بكل المستلزمات الأساسية المقدمة من المؤسسات الإغاثية الدولية والمحلية ومستودعات المفوضية في المنطقة الحرة بمدينة الزرقاء الأردنية». ولفت بيبي إلى أن مساحة الأرض التي يقام عليها المخيم المذكور تبلغ نحو ثمانية كيلومترات مربعة، وتتسع لنحو 113 ألف لاجئ سوري في حال استغلال كل مساحة المخيم. وقال إن المساحة المخصصة من الأراضي في منطقة الزعتري «تتسع لإنشاء زهاء 26 مخيماً، سيتم بناؤها على فترات وحسب الحاجة». وأوضح أن هناك «ارتفاعاً كبيراً في أعداد النازحين السوريين إلى المملكة، وأن الأرقام تزداد يومياً، نظراً للتقارير التي تتحدث عن عنف متزايد». وتابع أن اللاجئين السوريين يأتون من مدن رئيسية مثل دمشق، وحلب، وحماة، بعد أن كان النزوح مقتصراً على مدينتي حمص ودرعا. واعتبر أن تواصل النزوح إلى الأردن «يؤكد أننا أمام مرحلة حرجة، لكننا مستعدون لها»، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الكافي لحكومة الأردن التي تواجه تحديات جمة، بسبب تواصل النزوح ومحدودية الموارد، على حد قوله. وحول أعداد النازحين المقيدين في سجلات المفوضية، قال بيبي إن «الأعداد المقيدة لدينا ارتفعت حتى مساء أمس إلى 36 ألفاً، لكن الأرقام غير المسجلة تصل إلى زهاء 150 ألفاً»، فيما يقدر قائمون على العمل الإغاثي عدد اللاجئين بأكثر من 200 ألف. ويتزامن افتتاح المخيم، مع وصول 2700 لاجئ سوري إلى الأردن خلال اليومين الماضيين، بحسب مفوضية الأممالمتحدة. وعبر هؤلاء السياج الحدودي بين سورية والأردن مع ساعات الليل الأولى، في خضم حركة نزوح واسعة من سورية إلى البلدان المجاورة