أنقرة، يريفان - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - اعتقلت الشرطة التركية ليل الاثنين - الثلثاء، حوالى 90 ضابطاً في الجيش يشتبه في صلتهم بمؤامرة «المطرقة» المزعومة لإطاحة حكومة حزب «العدالة والتنمية» عام 2003، قبل ان يوقف أيكوت جنغيز انغين، كبير المدعين في اسطنبول، العملية التي شملت 14 اقليماً ويقيل اثنين من ممثلي الادعاء أمرا بتنفيذ الاعتقالات. وكشف قرار انغين الخلاف القائم بين كبار المسؤولين في السلطة القضائية وممثلي الادعاء الأصغر سناً الذين يتردد انهم يتعاطفون مع حكومة الحزب الحاكم المنبثق عن التيار الإسلامي الذي يسود توتر كبير علاقته مع المؤسسة العلمانية التي يقودها جنرالات وقضاة كبار. ولم يعلق مكتب انغين او الشرطة على الاعتقالات التي يعتقد أنها طاولت بين 14 و19 ضابطاً متقاعداً بينهم جنرالات، وشكري ساريسيك الأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي في تركيا، علماً ان الحملة الجديدة تعتبر الثانية بعد الاولى في شباط (فبراير) الماضي، حين أوقف عشرات من الضباط وأطلقوا لاحقاً من دون توجيه اتهامات اليهم. جاء ذلك في وقت يحاول رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الدفع بإصلاحات دستورية يقول منتقدون إنها «ستسمح لحزب العدالة والتنمية بفرض تعيينات المحكمة العليا»، فيما يؤكد الحزب ان الإصلاحات مطلوبة لتعزيز الديموقراطية وتطبيق المعايير اللازمة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. في غضون ذلك، أعلن المفوض الأوروبي لشؤون توسعة الاتحاد ستيفان فولي خلال زيارته للعاصمة الأرمنية يريفان، ان تركيا يجب ان تواصل جهودها من اجل المصالحة مع ارمينيا، «لأن حسن العلاقات بين بلدين مجاورين مهم جداً لدعم انضمام اي بلد الى الاتحاد الأوروبي الذي يجب ان يبذل بدوره جهوداً لمساعدة الطرفين في تسوية هذا الخلاف». ووقعت انقرة ويريفان في تشرين الأول (اكتوبر) بروتوكولي اتفاق يهدفان الى تطبيع علاقاتهما، لكن البرلمانين لم يصادقا عليهما حتى الآن. ويؤكد الأرمن مقتل اكثر من مليون ونصف المليون من ذويهم في عملية «إبادة» تعرضوا لها على أيدي النظام العثماني السابق في تركيا بين عامي 1915 و1917، فيما لا تعترف تركيا الا بسقوط بين 300 و500 الف قتيل، بسبب فوضى عمت السنوات الأخيرة لعهد السلطنة العثمانية، وليس بسبب عملية تصفية جماعية. وأعادت تركيا أمس سفيرها لدى الولاياتالمتحدة نامق تان، بعدما كانت استدعته في 4 آذار (مارس) الماضي إثر تصويت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي على مشروع قرار يعتبر المجازر التي ارتكبت في حق الأرمن «إبادة». وقال السفير تان: «أعود بعدما فهمت الإدارة الأميركية الرسائل التي وجهناها. ونحن راضون عن موقفها»، علماً أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كانت أعلنت أن واشنطن ستمنع عرض مشروع القرار على تصويت واسع في الكونغرس. ويشارك رئيس الوزراء التركي اردوغان في قمة الأمن النووي التي تستضيفها واشنطن في 12 و 13 الشهر الجاري.