الرياض- ا ف ب - شهد موسم 2009-2010 تألقاً استثنائياً للاعب خط وسط الهلال السعودي الدولي السابق محمد الشلهوب الذي استعاد بريقه وقاد فريقه الى اللقب قبل مراحل عدة من النهاية، بل انه بات اول لاعب وسط يتوج هدافاً للدوري منذ انطلاقه. سجل الشلهوب 12 هدفاً وتفوق على جميع المهاجمين الذين احتكروا لقب الهداف في السابق. ظهر الشلهوب هذا الموسم بشكل مختلف مع المدرب البلجيكي اريك غيرتيس بعدما لمس رغبة الاخير بالاعتماد عليه بشكل اساسي منذ معسكر النمسا الاعدادي الذي لفت فيه الانظار. وعلى رغم تعاقد الهلال مع البرازيلي تياغو نيفيز وتألق الصاعدين نواف العابد وعبدالعزيز الدوسري، إلا إنهم جميعاً لم يتمكنوا من اقصاء الشلهوب من التشكيلة الاساسية بفضل اصراره وعزيمته على التألق فما كان من غيرتيس الا ان استعان به باستمرار. ويعتبر الشلهوب القلب النابض للهلال حالياً ونجمه الابرز بتمريراته المتقنة واهدافه الحاسمة محلياً وخارجياً. تحدث الشلهوب بثقة قائلاً: «أعاد لي لقب الهداف الكثير، إذ كان لدي اصرار داخلي على استعادة مستواي الذي كنت عليه منذ سنوات بعدما شكك البعض في عدم قدرتي على العودة بعد فترة من التراجع الا ان انني نجحت في خطف لقب الهداف من المهاجمين وللمرة الاولى خلال مسيرتي الكروية». وتابع: «لقب الدوري ضاعف سعادتي، فلم اكن اسعى لاعتلاء صدارة الهدافين بقدر ما كنت اسعى لاستعادة لقب الدوري مع بقية زملائي لأنني كنت سأفقد طعم فرحتي بلقب الهداف في حال خسارة الدوري». بدوره، يقول غيرتيس: «لمست موهبة الشلهوب الفطرية اثناء معسكر الفريق في النمسا واستطعت تفجير طاقاته الابداعية مجدداً ببعض الكلمات التحفيزية». عرف الجمهور اللاعب الموهوب محمد الشلهوب بنادي الهلال حيث جذب الانظار بمهاراته الفردية الرائعة، اذ التحق بصفوفه في العاشرة من عمره عندم انضم الى فريق البراعم عام 1993، ثم صعد الى فريق الناشئين والشباب، قبل ان ينضم عام 2000 الى صفوف الفريق الاول الذي نجح في احراز ثلاثة ألقاب محلية ولقب كأس ابطال الاندية الآسيوية (سابقاً). يعتبر محمد الشلهوب احد نجوم الجيل الجديد للكرة السعودية، فعلى رغم مشاركته 24 دقيقة فقط في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 وتحديداً في مباراة ايرلندا، فإنها كانت الانطلاقة لنجم لم يكن يتعدى الحادية والعشرين من عمره. ويرى البعض ان قصر قامة الشلهوب (1.63 سم) لم تلغ الموهبة التي يتمتع بها منذ ان ضمه المدرب التشيخي ميلان ماتشالا للمنتخب المشارك في كأس آسيا 2000 في لبنان، وكانت مباراة السعودية وكازاخستان الودية التي سبقت النهائيات والتي اقيمت في عمان بداية رحلته الدولية. وبعد المستوى المميز الذي قدمه في نهائيات لبنان، اختارته مجلة «وورلد سوكر» سادس افضل ناشئٍ في العالم. لعب الشلهوب دوراً مهماً في تأهل المنتخب السعودي لمونديال 2002 على رغم انه كان لا يزال صغيراً في وقت كان المنتخب السعودي يضم لاعبين مميزين، وغاب عن بطولة الخليج الخامسة عشرة التي اقيمت في الرياض واحرز المنتخب السعودي لقبها لإصابته قبل انطلاقها بيوم واحد، الا انه وبعد المونديال رسّخ أقدامه اكثر في تشكيلة المنتخب ولم يغب عن المشاركات التي خاضها وكان حاضراً في بطولتي الخليج السادسة عشرة والسابعة عشرة وكأس العرب الثامنة ثم نهائيات كأس آسيا 2004 في الصين مع انه لم يلعب سوى مباراة واحدة بشكل اساسي امام اوزبكستان وبديلاً في مباراة العراق بسبب الاصابة التي لحقت به قبل انطلاقة البطولة ايضاً. وكانت للشلهوب بصمة واضحة في التصفيات القارية والبطولات الاخرى لاحقاً، لكن الاصابات لاحقته وأدت الى ابتعاده مراراً عن صفوف المنتخب.