نفى مدير الوقف الشيعي في العراق السيد صالح الحيدري أمس، أن يكون نفذ أعمال صيانة داخل مرقد ذو الكفل التاريخي في بابل، وأكد عدم رفع النقوش العبرية من داخل المرقد، لافتاً الى أن العمل يشمل ترميم مئذنة المرقد فقط. وقال الحيدري في تصريح الى «الحياة» إن «الوقف الشيعي يقوم بمشاركة وزارة الآثار العراقية بأعمال صيانة لمئذنة مرقد ذو الكفل (حازقيال لدى اليهود) التي هي آيلة للسقوط والانحناء في شكل واضح للعيان». وأضاف أن «ادارة مرقد ذو الكفل تعود الآن للوقف الشيعي»، مشيراً الى أن تاريخ «المرقد يعود لآلاف السنين». ولفت الى أن «الوقف الشيعي لم يحذف أي معلم أثري أو تاريخي من داخل المرقد، بل هناك أعمال يقوم بها مع وزارة السياحة والآثار لحماية المئذنة الخارجية فقط. واننا نخضع للقوانين الدولية، وباشراف منظمة الأممالمتحدة واليونسكو». وكان الحيدري نفى في وقت سابق عائدية المرقد لليهود. وأضاف: «اننا كديوان وقف شيعي لا نتقدم بأي عمل الا بعدما نتأكد من أن المرقد تابع لأتباع أهل البيت أو لأحد ائمة أهل البيت أو من أبنائهم. أما مراقد الأنبياء الموجودة في العراق فعائديتها ادارياً بحسب المناطق». وأوضح: «إذا كان المرقد الخاص بأحد الأنبياء يقع ضمن الرقعة الجغرافية ذات الوجود الشيعي فيتبع إدارياً لديوان الوقف الشيعي، وأما إذا كان المرقد واقع ضمن الرقعة الجغرافية ذات الوجود السني فتتبع إدارياً لديوان الوقف السني». من جهته، بعث الأمين العام لمنظمة «ناحوم» ليهود العراق داود موسى سليم دانيال رسالة الى الصحافة يدعو فيها العراقيين لمناشدة وزارة الآثار العراقية والوقف الشيعي بوقف عمليات تهديم قبر النبي حزقيال. وقال موسى: «أدعوكم بصوتكم الحي بالمشاركة في مناشدة وزارة الآثار العراقية والوقف الشيعي بوقف عمليات هدم قبر النبي حزقيال الواقع في مدينة الكفل في محافظة بابل وسط العراق حيث أن هذا القبر مقدس من أخوانكم اليهود العراقيين الذين كانوا يؤدّون في المرقد طقوسهم الدينية قبل هجرتهم من العراق منتصف القرن الماضي. وتنتشر حول المرقد الخانات التاريخية التي أُهملت إهمالاً واسعاً». وأشارت الرسالة إلى تقرير سابق عن المرقد نُشر في «الحياة» ونقل عن علماء آثار قولهم أن «ازالة كتابات ونقوش عبرية من مرقد حزقيال يعد جزءاً من عملية تطهير لذاكرة الأقليات الدينية التي ظهرت أصلاً في العراق ومناطق أخرى من الشرق الأوسط». وتابع: «لن ننسى صبانا وآثار أجدادنا وأنبيائنا على أرض الرافدين، ولن ننسى أصدقاءنا وأحباءنا في العراق حيث كنا نشاركهم أحزانهم وأفراحهم. نتكلم العربية الآن بفصاحة أكثر من العبرية لأنها تعيدنا إلى درابين الناصرية وميسان وشناشيل البصرة وسرجخانة الموصل والبتاويين وباجة الشيخ عمر في بغداد».