تعرضت الغوطتان الشرقية والغربية لدمشق لقصف عنيف رجحت معلومات مشاركة مقاتلات روسية فيه، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين بينهم تلاميذ مدرسة لدى قصف مدينة دوما معقل «جيش الإسلام»، في وقت تمسكت موسكو برفض وجود ممثلين ل «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» في الوفد المفاوض الذي سيواجه ممثلي النظام في محادثات جنيف المنتظرة بداية الشهر المقبل. ويتوقع ان يكون تشكيل الوفد المعارض وقائمة «التنظيمات الإرهابية» بين المواضيع الرئيسية في محادثات وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الرئيس فلاديمير بوتين غداً بعد اجتماع وزراء خارجية «النواة الصلبة» لمجموعة «أصدقاء سورية» في باريس اليوم. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن 28 مدنياً على الأقل قتلوا، بينهم طفلان، وأُصيب عشرات بجروح في قصف لقوات النظام بصواريخ أرض - أرض على مدينتي دوما وسقبا في الغوطة الشرقيةلدمشق. واستهدفت إحدى الغارات الجوية محيط مدرسة في دوما بعد تظاهرة رفع فيها تلامذة لافتات ضد القصف والحصار من قوات النظام. كما نفذت طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق في بلدات حمورية وجسرين وكفربطنا في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن سقوط جرحى، في تكثيف للقصف على الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق. ولم يتم التأكد من مصدر القصف ما اذا كان من النظام او من طائرات روسية. وفي غرب العاصمة، ألقت مروحيات النظام 34 «برميلاً متفجراً» على مدينة داريا ما ادى الى مقتل خمسة مدنيين، في وقت قتل ثمانية على الأقل بينهم طفل وجرح 35 نتيجة سقوط حوالى خمسين قذيفة على مناطق في دمشق وضواحيها، وفق «المرصد». سياسياً، يعقد وزراء خارجية عشر دول من «اصدقاء سورية» اجتماعاً في باريس اليوم لتنسيق مواقفهم قبل اللقاء المقبل ل «المجموعة الدولية لدعم سورية» في 17 الشهر الجاري. ويتوجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري من العاصمة الفرنسية الى روسيا للقاء بوتين للوصول الى اتفاق على عقد مؤتمر «المجموعة الدولية» في نيويورك في 17 الشهر وإصدار قرار دولي في اليوم التالي، يتضمن التفاهمات بين الدول المشاركة إزاء حل الأزمة السورية. ووفق المعلومات المتوافرة ل «الحياة»، فإن الخلافات بقيت قائمة بين مساعدي وزيري الخارجية الأميركي أن بترسون والروسي غينادي غاتيلوف في اجتماع جنيف قبل يومين، اذ إن موسكو ترى أن مؤتمر الرياض لم يكن تمثيلياً بما يكفي ولم يضم جميع أطياف المعارضة السورية «وفق ما هو متفق عليه»، إضافة إلى أن الهيئة العليا للمعارضة التي ضمت 34 عضواً بينهم 11 من الفصائل المقاتلة، شملت «إرهابيين». في المقابل، تعتبر واشنطن وحلفاؤها ان مؤتمر الرياض كان ناجحاً وضم تمثيلاً واسعاً سياسياً وقومياً ودينياً ومذهبياً، اضافة الى ان الهيئة العامة للمؤتمر ستنتخب وفداً تفاوضياً من 15 شخصاً استعداداً لمفاوضات «جنيف - 3» بداية العام المقبل. وقالت مصادر ان موسكو طلبت من المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تشكيل وفد المعارضة من ممثلي مؤتمر الرياض وآخرين، مشيرة الى ان محادثات كيري مع بوتين ترمي الى حل هذه «العقد».