استخدمت القوات النظامية السورية صواريخ أرض- أرض في اليوم السابع من قصفها مدينة دوما في الغوطة الشرقية، حيث سقط أمس حوالى 200 شخص بين قتيل وجريح. في الوقت ذاته، قالت مصادر معارضة سورية ل «الحياة»، إن الخارجية الروسية «تبحث عن شخصيات غير إقصائية» وتنوي دعوة حوالى 40 معارضاً الى موسكو، لاتخاذ «موقف موحّد من هيئة الحكم الانتقالية ودور الرئيس بشار الأسد فيها»، استعداداً لعقد مؤتمر «جنيف- 3» قبل نهاية السنة. وأشارت إلى أن القاهرة طلبت من موسكو إقصاء ممثلي «الإخوان المسلمين» عن مؤتمرات المعارضة. (للمزيد) ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عشرين مدنياً قُتلوا ب «قصف عنيف ومكثف لقوات النظام بالقذائف والصواريخ التي يُعتقد بأنها من نوع أرض- أرض، وقصف الطيران الحربي على مناطق في مدينة دوما في غوطة دمشقالشرقية». وأشار إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود حوالى 200 مصاب ومفقود، وبعض المصابين جروحهم خطرة». وكانت القوات النظامية قصفت دوما بعنف الأحد الماضي، ما أسفر عن مقتل مئة مدني وجرح 250 آخرين. ودانت واشنطن والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا القصف العشوائي على دوما. وأضاف «المرصد» أن مناطق في شارع الثلاثين قرب مخيم اليرموك جنوبدمشق تعرّضت لقصف من قوات النظام، في وقت «سقطت قذائف على أماكن في منطقة المزة شيخ سعد، ومحيط بنايات ال14 ومنطقة المزة 86 في العاصمة، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى». ولفت إلى مقتل ضابط في الجيش خلال معارك مع مقاتلي المعارضة في الزبداني شمال غربي دمشق. سياسياً، يصل إلى موسكو وزير المصالحة في الحكومة السورية علي حيدر على رأس وفد من الأحزاب المقبولة من النظام السوري، لإجراء محادثات مع مسؤولين في الخارجية الروسية. وسيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 31 الشهر الجاري ممثلي لجنة المتابعة ل «منتدى موسكو»، الذين وجّهوا نداء للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتعجيل عقد «جنيف- 3» على أساس «بيان جنيف» الذي يتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة وبقبول متبادل من النظام والمعارضة. وقالت المصادر إن لافروف أبلغ شخصيات التقاها قبل أيام بدء الاستعداد لعقد مؤتمر للمعارضة السورية، بمشاركة حوالى 38 شخصية، وذلك خلال أسبوعين، وبالتزامن مع بدء دي ميستورا العمل لإطلاق اللجان الأربع في جنيف منتصف الشهر المقبل. وتبلّغت شخصيات سورية أن الرئيس فلاديمير بوتين «اتخذ قراراً بالتوصُّل إلى تسوية في سورية على أساس وحدة أراضيها وبقاء مؤسسات الدولة، خصوصاً الجيش والأمن ومنع انهيارها، إضافة إلى إطلاق حوار سوري- سوري لتنفيذ بيان جنيف بكل بنوده، لاسيما تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة». كما أبلغ الجانب الروسي شخصيات سورية «رفض النموذج الليبي وإسقاط النظام بالوسائل العسكرية وخروج الرئيس الأسد الذي يُمسك بالجيش، من السلطة، وأن موسكو متمسكة ببقاء الجيش لذلك تواصل تقديم المساعدات العسكرية والأسلحة النوعية له، لقناعتها بأن انهياره سيُملأ من داعش، ولكن في الوقت ذاته الاستعداد لتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة». ويُجري السفير رمزي عزالدين رمزي محادثات مع مسؤولين في الخارجية السورية في الساعات المقبلة، في إطار الاستعداد لبدء اجتماعات اللجان الأربع التي أقر تشكيلها بيان مجلس الأمن، وذلك في جنيف منتصف الشهر المقبل. وقال ديبلوماسي غربي ل «الحياة» إن خمسة أشخاص من النظام وخمسة من المعارضة وخمسة من الأممالمتحدة والفنيين سيشاركون في كل لجنة.