لم تذعن الشاعرة الدكتورة أشجان هندي لاثنين من المحتسبين، احتجا على وقوفها مساء أمس، على منصة معرض جدة الدولي للكتاب وهي تقرأ شعرها، ولم تلق بالاً لتهجمهما في محاولة منهما لإنزالها، إنما واصلت قراءة شعرها حتى انتهى وقتها، في حين حال عدد من الحضور بين هؤلاء المحتسبين وبين محاولتهما الاقتراب من الشاعرة، واستطاعوا إخراجهما من القاعة. وعلقت الشاعرة أشجان هندي على هذه الحادثة، قائلة ل«الحياة»، إنه ليس من حق أي شخص التهجم على شخص آخر، في مكان رسمي، معتبرة أنها لم تكن في فقرة ترفيه، إنما «في مهمة رسمية من أجل عيون الوطن، وفي معرض رسمي وطني». وطالبت هؤلاء باحترام الرأي والرأي الآخر، و«ألا يكونوا كاتم صوت». وأوضحت أنه «ليس من حق أي كان الكلام مع امرأة، طالما أن محرمها موجود، فالأولى بهؤلاء إذا كانوا يعرفون ماذا يعني العرض والشرف، أن يتكلموا مع محرم هذه المرأة لا مع المرأة مباشرة والتهجم عليها». وأكدت الدكتورة هندي، التي تعد من أبرز الشاعرات في السعودية والخليج، أنه من حقها رفع قضية إلى الجهات المختصة، وأخذ حقها بالقانون من هؤلاء، «لكنني لست من أولئك الذي يضمرون الحقد، وأنا قدوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي تلقى أذية المشركين وعندما حانت الفرصة للاقتصاص منهم، لم يفعل إنما قال اذهبوا فأنتم الطلقاء». وأبدت الشاعرة أشجان هندي، المعروفة بمشاركتها الواسعة داخل الوطن وخارجه، استغرابها من هؤلاء «الذين يتحدثون باسم الله ورسوله»، معتبرة أن الإرشاد والنصح «ليس بهذه الطريقة». ووصفت هؤلاء ب«المأزومين، وغير المتصالحين مع أنفسهم». يذكر أنه بينما كانت الشاعرة أشجان هندي تقرأ شعرها في إحدى فعاليات معرض جدة الدولي للكتاب مساء أمس، حاول اثنين من المحتسبين التهجم عليها، وثنيها عن القراءة، إلا أنها واصلت فقرتها كاملة، في الوقت الذي استطاع عدد من الحضور إخراج المحتسبين من القاعة، وبذلك انتهت الأمسية كما كان مخططاً لها. وعبّر بعض الحضور عن امتعاضهم مما حدث، إلا أنهم في الوقت نفسه، اعتبروا أن ذلك «لم يعد مفاجئاً، إذ أصبح متوقعاً من هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم على صواب، فيما الآخرين على باطل».