أعلنت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، أنها في صدد إطلاق مبادرة لحلّ أزمة معبر رفح الحدودي المغلق في صورة شبه تامة منذ عامين ونصف العام، مطالبة بتشكيل قيادة وطنية موحّدة لدعم انتفاضة القدس. وقال عضو المكتب السياسي ل «الشعبية» جميل مزهر، خلال احتفال جماهيري في ذكرى انطلاقتها ال48 في مدينة غزة أمس، إن «الحفاظ على استمرارية الانتفاضة يتطلّب توفير مجموعة من الركائز السياسية والميدانية والاقتصادية والاجتماعية عبر توفير الحماية السياسية لها، وتشكيل قيادة موحّدة لمواجهة كل مشاريع الإجهاض والاحتواء». وحضّ الجميع، خصوصاً القوى الوطنية والإسلامية، على بذل الجهود «للحفاظ على الانتفاضة وتصعيدها حتى تصبح لها جذور عميقة ومتأصّلة». وطالب، وسط هتافات المئات من أنصار «الشعبية» الذين حملوا راياتها الحمر وأعلام فلسطين، ب «عقد الإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير، وتشكيل مجلس وطني جديد ينهي الانقسام ويلغي اتفاق أوسلو بكل التزاماته السياسية والاقتصادية، لأن التاريخ لن يرحم من يتخاذل أو يعطّل هذه الانتفاضة». وشدّد على «ضرورة توفير إرادة سياسية حقيقية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، من خلال تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، لوضع حدّ لمعاناة الناس وحلّ الأزمات العالقة في غزة ومنها معبر رفح». وأكد أنه «لا يعقل أن يبقى مليونا فلسطيني في سجن كبير ورهينة للمنقسمين. والشعبية، بالتعاون مع عدد من القوى والفصائل الوطنية، في صدد إطلاق مبادرة لحلّ أزمة معبر رفح». وطالب حركتي «فتح» و «حماس» ب «تغليب مصلحة الشعب فوق كل المصالح، ونقول للمنقسمين: كفى رهاناً خاسراً على هذه السلطة، فالسلطة ليست دائمة وهي عبر التاريخ كانت مهلكة لكل من يتجاوز مد الجماهير». وخاطب شباب انتفاضة القدس قائلاً إن عليهم الثقة بأن «النصر قادم لا محالة، وأن شلال الدم الهادر لن يضيع هباءً، وكونوا على يقين أن إصراركم ونضالكم يقصران المسافة لطريق التحرير». وشدّد على أن «الانتفاضة أعادت الاعتبار الى القضية وجعلت قادة العالم يهرولون لحماية الاحتلال»، معتبراً أنها «كشفت الجانب الإبداعي للشباب الفلسطيني الذي جسّد أسلوباً نضالياً جديداً فرض فيه إرادته على قيادته، وأعاد طبيعة الصراع الى موضوعه الأساس وهو الاحتلال الإسرائيلي». ووجّه مزهر رسالة إلى «الواهمين» بالحلّ السلمي، قائلاً إن «فألكم خاب، فالانتفاضة مستمرة ولن يستطيع أحد إيقافها». وانتقد مزهر بشدة، «الفكر التكفيري المموّل غربياً لنشر تعاليم الحقد والكراهية والظلامية، لإحباط أي أمل بإحياء مشروع عربي نهضوي».