ودّع أهالي قرية «الجيانية» في محافظة الطوال أول من أمس، جثمان العريف علي حسن أحمد مشهور حمدي (26 عاماً)، الذي استشهد إثر مواجهة مع الحوثيين في جبل دخان على الحدود السعودية - اليمنية، وهو أحد أفراد الكتيبة الثالثة في اللواء ال18 بالقوات المسلحة. وشهدت مقبرة الجيانية توافد مواطنين ومقيمين، إضافة إلى مسؤولين ومنسوبي مختلف القطاعات العسكرية والمدنية، الذين قدّموا تعازيهم إلى ذوي الشهيد، مؤكدين اعتزازهم بما تحقّق له في سبيل الدفاع عن الوطن. وأوضح أحد أفراد اللواء ال18 المقدم سعد السبيعي، أن الشهيد علي يعدّ أحد أبرز الرماة، مؤكداً أن إصاباته للأهداف «دائماً ما تكون دقيقة وتلحق بالعدو خسائر فادحة في العدة والعتاد والأرواح»، مضيفاً: «سنفتقد زميلنا، لكن في الوقت ذاته كلنا فخر بأنه مات شهيداً في سبيل الله مدافعاً عن الوطن مرابطاً، واستشهاده أعطى مزيداً من العزيمة لزملائه المرابطين على الحدود لدحر العدو والنيل منه والعمل على تحقيق النصر». وذكر أحد زملائه أن حمدي كان يذهب لموقع الرماية قبل موعدها «سعياً للنيل من الأعداء»، مشيراً إلى أنه كان يشاهد المسلحين في مواقع دقيقة وتمكّن من التصدّي للكثير من المسلحين الذين كانوا يحاولون التسلّل، لافتاً إلى أن العدو يتلقى يومياً خسائر فادحة بمشاركة جميع الجنود الذين يسعون إلى النصر والشهادة. بدوره، قال والد الشهيد حسن حمدي: «الحمد لله على كل ما كتبه، استشهد وهو يدافع عن وطنه بكل بسالة، وهذا بالنسبة لنا فخر كبير وشرف نعتز به مدى الحياة، وأحمد الله أن ابني توفي وهو مخلص لدينه ومليكه ووطنه، فالوطن يستحق منا كل شيء، فنحن وكل ما نملك فداء له ولقيادته الحكيمة». فيما ذكر أشقاء الشهيد عطية ومحمد ومقبول ووجدي، أن شقيقهم كان يمتاز بالشجاعة والإقدام منذ صغره، مبينين أنه طالب بالانضمام إلى الحد الجنوبي على رغم أن عمله كان خارج المنطقة، وذلك ليسهم في دحر العدو، مضيفين: «كان له ما أراد، ورحل علي شهيداً، ونحن رهن الإشارة نبذل أرواحنا في سبيل أن يبقى الوطن شامخاً».