تقرر اعتماد الرياض مقراً للهيئة العليا للمؤتمر الموسع للمعارضة السورية التي تنتخب الخميس المقبل 15 عضواً ثلثهم من ممثلي الفصائل المقاتلة لإدارة المفاوضات التي يفترض أن تبدأ مع وفد النظام في أواسط الشهر المقبل، في وقت عُلم أن معارضة الداخل السوري طلبت من السفير الروسي في الرياض أوليغ أوزيروف أمس ضرورة تدخل موسكو لدى دمشق لضمان سلامة عودة أعضائها إلى بلدهم بعد توقيعهم البيان الختامي لمؤتمر المعارضة. (للمزيد) وفيما تبنى تنظيم «داعش» مذبحة أوقعت ما لا يقل عن 60 قتيلاً وعشرات الجرحى نتيجة تفجير بصهريجين وشاحنة في تل تمر الكردية في ريف الحسكة (شمال شرقي سورية)، لفت الانتباه أمس تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من «نقاط لا تزال عالقة» في الاتفاق بين قوى المعارضة السورية. ولم يحدد كيري في تصريحات في باريس هذه النقاط، لكنه قال إن «بعض المسائل وتحديداً نقطتين في رأينا بحاجة إلى معالجة... وأنا واثق أنها ستعالج»، مشيراً إلى اتصاله بولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير. وقالت الخارجية الأميركية إن كيري سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الثلثاء لبحث «الانتقال السياسي في سورية» و «الجهود المتزامنة لإضعاف وتدمير تنظيم داعش». وقالت مصادر فرنسية ل «الحياة» أمس، إن باريس ستستضيف الإثنين مؤتمراً عن سورية يشارك فيه وزراء خارجية الولاياتالمتحدة والسعودية وقطر والأردن وبريطانيا وألمانيا للبحث في نتائج مؤتمر الرياض والمفاوضات المنتظرة بين كيري وبوتين. وأضافت أن كيري يعمل من أجل الوصول إلى اتفاق على وقف النار في سورية، لكن باريس ترى أنه لا يمكن تحقيق ذلك من دون ضمانات حول الأمن والمرحلة الانتقالية «لأن الأمرين مرتبطان». وتابعت أنه من أجل أن يحصل ذلك «ينبغي أن تتحرك مواقف روسياوإيران لكن حتى الآن لا تُظهر الدولتان أي تغيير في موقفهما». وزادت أن إيران تشارك في «مسار فيينا» للحل السياسي «لكنها لا تُقدّم شيئاً»، مشيرة إلى انتقادها مؤتمر الرياض وجهود الأردن لتحديد «المجموعات الإرهابية». وقالت المصادر أن كيري مقتنع بأنه لو تُرك موضوع رحيل بشار الأسد خارج المفاوضات «فبالإمكان تحقيق تقدم في المفاوضات مع الروس»، في حين تعتبر باريس وعواصم أخرى «أن روسيا لم تُظهر استعداداً للتخلي عن الأسد بينما ترى هي أنه لا يمكن له أن يبقى في المرحلة الانتقالية... والتساهل في هذا الموضوع مع الروس لا يساعد على الحل السياسي». وفي الرياض، توقع مسؤولون غربيون تابعوا مؤتمر المعارضة السورية أن يحصل جدل كبير في دمشق إزاء مشاركة ممثلي الفصائل المقاتلة في الوفد المفاوض باعتبار أن «النظام سيعتبرهم إرهابيين ولن يجلس ممثلوه معهم إلى طاولة واحدة»، لافتين إلى احتمال أن «يحرج هذا الأمر روسيا». وكان أعضاء الهيئة العليا للمؤتمر، وعددهم 34 بينهم 11 عسكرياً، عقدوا أمس اجتماعات شملت لقاء مع ممثلي مجموعة «أصدقاء سورية» ومسؤولين آخرين لدرس نتائج المؤتمر والاستعداد لعقد لقاء للهيئة في العاصمة السعودية يومي الخميس والجمعة المقبلين استعداداً للمفاوضات مع وفد الحكومة في جنيف في منتصف الشهر المقبل. والتقى رئيس «هيئة التنسيق» حسن عبدالعظيم بفريق السفير الروسي في الرياض لإطلاعه على نتائج مؤتمر المعارضة. وقال عبدالعظيم ل «الحياة»، إن المؤتمر كان «ناجحاً بكل المقاييس». وقالت مصادر مطلعة إن معارضين طلبوا من السفير الروسي التدخل كي لا تتخذ السلطات السورية إجراءات ضد المشاركين في مؤتمر الرياض من معارضة الداخل (عددهم 7) لدى عودتهم إلى دمشق. «داعش» يتبنى «صهاريج مفخخة» أوقعت عشرات القتلى في بلدة كردية في الحسكة تمسك أميركي برحيل الأسد بعد «4 - 5 شهور» من بدء المفاوضات