تفتح الفتاة السعودية باباً آخر لإثبات حضورها الفاعل الذي بدأته منذ سنوات قريبة، سواء على الصعيد العملي أو العلمي، لتدلف أخيراً نحو 20 فتاة إلى مجال متطور من العمل، بعد تخريجهن من برنامج «تأهيل الفتيات السعوديات في مجال تقنية المعلومات» أمس، إذ تعاونت جمعية النهضة النسائية الخيرية مع شركة مايكروسوفت العربية، لتدريب ألف فتاة سعودية خلال 3 سنوات، وإيجاد فرص وظيفية لهن في مجال التقنية. وأوضح مدير تطوير استراتيجيات وأعمال شركاء مايكروسوفت في السعودية المهندس هشام البواق، أن الشركة أجرت دراسات أثبتت وجود كفاءات بحاجة إلى تأهيل وتنمية مهارات، لتتمكن من الحضور الإيجابي في سوق العمل، ما دعا إلى إقامة هذا البرنامج، لافتاً إلى أن هناك تسع خريجات من الدفعة الأولى جاهزات للتوظيف، و30 وظيفة أتاحتها مجموعة من الشركات، إضافة إلى أن مجموعة من الشركاء بصدد إجراء مقابلات مع بقية المستفيدات لتوظيفهن. وأشار إلى أن المهارات التي يتم تقديمها للمشاركين في البرنامج تتوافق مع حاجات شركاء مايكروسوفت، مثل تقديم المهارات البيعية، والبيع عبر الهاتف، وطريقة التعامل مع العملاء، مضيفاً أن المستفيدات من البرنامج سيحصلن على دورات تدريبية مجانية من الشركة، «كما أن هناك عملاً على تطوير البرنامج ليصبح التدريب النظري لمدة شهر والعملي لمدة شهرين، ليرى النور في شهر أيار (مايو) المقبل، إضافة إلى العمل على التوسّع في تقديم الدورات في المناطق الأخرى». ولفت إلى أنه ستقدم دورة تدريبية خلال الشهر الجاري في المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية، وأن الاشتراك في البرنامج لا يتطلب التقدّم إلى جمعية النهضة النسائية الخيرية، «فهناك إمكان للتقدّم المباشر لشركة مايكروسوفت إذا كانت المعايير المطلوبة تنطبق على المتقدمين والمتقدمات». وأوضح نائب المدير العام للمسؤولية الاجتماعية والتعليم في شركة مايكروسوفت العربية الدكتور ممدوح النجار، أن الشركة تسعى من خلال هذا البرنامج إلى تفعيل أدوات الشراكة النوعية ما بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى مؤسسات خدمة المجتمع، ومنح حلول حقيقية في مجال التقنية»، مشيراً إلى أن البرنامج سينتج مهارات نوعية عالية لدى الفتاة السعودية، وسيزيد من فرص دخولها مجال تقنية المعلومات. وذكر مستشار التدريب في صندوق تنمية الموارد البشرية المشرف على برنامج «ماهر» خالد المبارك، أن البرنامج يأتي امتداداً للبرامج التي يعتمدها الصندوق بهدف دعم الشباب والفتيات في السعودية وتوفير الفرص الوظيفية لهم، لافتاً إلى أن هناك عملاً لتوظيف فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن وجود إشكال عدم طرح برامج معيّنة لتأهيل هذه الفئة يعوق الخطط بهذا الاتجاه.