سجلت المهرجانات والنشاطات السياحية والترفيهية التي نُظّمت في السعودية العام الماضي، عائدات مالية تقدر بنحو 11 بليون ريال (2.93 بليون دولار) من خلال 10 ملايين زائر، شكل الأجانب منهم نسبة 40 في المئة. فيما ارتفع عدد المهرجانات ليبلغ 42 مهرجاناً ونشاطاً، وفرت أكثر من 45 ألف فرصة عمل موقتة. وأكد اقتصاديون أنها استطاعت احتواء انفراط السياحة إلى الخارج من خلال جذب الناس لما يُقام داخلياً. ولاحظ رئيس الغرفة التجارية الصناعية في الشرقية عبدالرحمن الراشد في حديثه إلى «الحياة»، تفوقاً في السياحة الداخلية على تلك الخارجية في الفترة الأخيرة، وقال إن «المنافسة بين المناطق الرئيسة الثلاث الشرقيةوالرياضوجدة، إضافة إلى مكةالمكرمة من خلال البرامج التسويقية التي زادت من نسبة السياحة الداخلية بل جعلها تفوق الخارجية، من خلال الحراك الكبير الذي حدث وأدى إلى نتائج وفوائد اقتصادية كبيرة». ونفى وقوع «خسائر وفي حال وجدت فبسبب عدم التنظيم الجيد الذي ينتج الخسائر، ولا بد من إدارة المهرجانات من جانب متخصصين». وأعلن الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية في الرياض محمد الكثيري ل «الحياة»، ازدياد عدد المهرجانات استناداً إلى إحصاءات هيئة السياحة من 20 مهرجاناً عام 2005 إلى 42 في صيف 2013». وقال «وفق تقديرات مركز ماس في الهيئة العامة للسياحة والآثار، حققت المهرجانات والنشاطات السياحية صيف 2012 في مناطق المملكة عائدات مالية تجاوزت 10.8 بليون ريال من خلال 10.6 مليون زائر». وأشار إلى أن صناعة المهرجانات «شهدت في العقد الأخير تطوراً ملحوظاً وتحولاً من كونها مناسبة للترفيه إلى حرفة ومهنة، خصوصاً في مجال الترويج السياحي والتسويقي». ورأى أنها «أصبحت واحدة من أهم مصادر التنوع الاقتصادي ورافداً داعماً للناتج القومي». واعتبر أن «تنوع المهرجانات يشكل أحد عوامل الجذب لها، وبات معظم البرامج السياحية تنطلق من المهرجانات التي تتطور وترتقي في شكل يخلق تنافساً بين القائمين عليها». وأوضح الكثيري، أن المهرجانات «باتت في مدن كثيرة أحد أهم أبرز عوامل الجذب السياحي، ونجحت هذه الصناعة المتطورة في التغلب على عوامل المناخ الحارة. ففي مدينة مثل دبي على سبيل المثال لم يعد فصل الصيف عائقاً أمام اختيارها من زوار كثر كوجهة سياحية لهم في الصيف. إذ خلال 15 عاماً استقطب مهرجان دبي للتسوق 40 مليون زائر، وحقق عائدات تقترب من سقف 80 بليون درهم». وعن العائدات المالية التي حققتها المهرجانات خلال الأعوام السابقة، أعلن أن الهيئة العليا للسياحة والآثار «شجعت على تنظيم المهرجانات وساهم تنوع الطبيعة الجغرافية للمملكة في صنع تشكيلة كبيرة ومتنوعة منها». واستشهد الكثيري بإحصاءات الهيئة، كاشفاً أن قيمة العائدات الاقتصادية للمهرجانات السياحية «تخطت 17 بليون ريال منذ العام 2005 حتى نهاية 2012». وأكد أن المردود الاقتصادي لهذه المهرجانات «يعزز كل عناصر الاقتصاد في المنطقة، كما يساهم في إنتاج الفرص الوظيفية، إذ وفرت المهرجانات حتى العام الماضي 45 ألف وظيفة موقتة لأبناء المناطق الحاضنة للمهرجانات». وأشار إلى «تجربة مدينة الرياض في تنظيم مهرجانها الصيفي السنوي قبل أكثر من تسعة أعوام بعنوان «مهرجان الرياض للتسوق والترفيه»، الذي أصبح واحداً من أبرز المهرجانات في المملكة، ويساهم في تنشيط وترويج تجاري وسياحي وترفيهي في الرياض خلال فصل الصيف». وخلُص إلى أن «الجهات القائمة على المهرجان تتجه إلى إدخال التطوير على شكل المهرجان ونشاطاته، بهدف إحداث نوع أكبر من تفاعل المنشآت التجارية والترفيهية واستقطاب أكبر عدد من المشاركين فيه». وقدّر «مجموع الحضور خلال 2012 بنحو 2.3 مليون زائر».