ارتفع اليورو أمام الدولار أمس للمرة الأولى في ثلاثة أيام بعد بيانات أظهرت فائضاً قياسياً في ميزان المعاملات الجارية في منطقة اليورو خلال كانون الثاني (يناير) الماضي، إذ يوفر تدفق رؤوس الأموال دعماً قوياً للعملة الأوروبية. وفي وقت لا يبدي البنك المركزي الأوروبي رغبة تذكر في تيسير السياسة النقدية قريباً، أكد محللون أن التدفقات التي تدخل أسواق المال الحساسة لأسعار الفائدة ستستمر على الأرجح في ظل الطلب القوي على الأسهم الأوروبية وسندات دول جنوب منطقة اليورو. وصعد اليورو 0.1 في المئة إلى 1.3804 دولار، بعدما سجل أول من أمس أدنى مستوياته في أسبوعين عند 1.3749 دولار، مدعوماً بعلامات على أن موازنة «المركزي» الأوروبي العمومية ما زالت تنكمش. وعلى رغم ذلك تتجه العملة الأوروبية الموحدة إلى تسجيل أول خسائرها الأسبوعية منذ أواخر كانون الثاني الماضي أمام الدولار الذي ارتفع مع عوائد السندات الأميركية وسط توقعات من الأسواق بارتفاع أسعار الفائدة الأميركية. وأدى ارتفاع اليورو إلى انخفاض مؤشر الدولار إلى 80.13، من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع الذي سجله أول من أمس عند 80.354. وانخفض الدولار 0.15 في المئة أمام العملة اليابانية إلى 102.25 ين، بعدما بلغ ذروة عند 102.69 ين منتصف الأسبوع، في حين استقر اليورو أمام الين عند 141.05 ين. وتراجع الدولار أمام الفرنك السويسري إلى 0.8830 فرنك. وتراجع الجنيه الاسترليني قليلاً، إذ لا يزال يعاني من الصدمة التي سببها اجتماع مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي، «المركزي»، والذي دفع بعض المستثمرين إلى تغيير موقفهم. وتراجع الجنيه الذي يكافح بالفعل لمواصلة مساره الصعودي المستمر منذ ثمانية أشهر، أكثر من واحد في المئة أمام الدولار هذا الأسبوع، خصوصاً بعد تلميح رئيسة «المركزي» جانيت يلين إلى احتمال رفع أسعار الفائدة الأميركية مطلع العام المقبل. وعلى رغم ذلك استقرت العملة البريطانية إلى حد بعيد أمام اليورو خلال أسبوع، وانقسم المحللون على ما يبدو حول ما إذا كان إجراء هذا الأسبوع كافياً لإخراج العملة من نطاق أوسع يتحرك فيه منذ منتصف شباط (فبراير) الماضي. وتراجع الإسترليني 0.2 في المئة أمام الدولار، قبل أن يستعيد بعض قوته قبل صدور بيانات إقراض القطاع العام البريطاني التي أظهرت جهود الحكومة للحد من اتساع العجز. وانخفض الإسترليني 0.04 في المئة أمام العملة الأميركية إلى 1.6510 دولار، كما تراجع 0.1 في المئة أمام اليورو إلى 83.57 بنس. وهبط اليوان الصيني إلى أدنى مستوى في 13 شهراً أمام الدولار، متجهاً نحو تسجيل أكبر هبوط أسبوعي بعدما خفض البنك المركزي نقطة الوسط لنطاق تداوله المسموح به، ما ينظر إليه على أنه إشارة إلى ارتياح رسمي لخسائر العملة الصينية أخيراً. وتراجع اليوان في التعاملات المبكرة إلى 6.2374 مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى منذ 25 شباط الماضي، بعدما أغلق أول من أمس 6.224 يوان. وحدد «المركزي» الصيني نقطة الوسط لنطاق تداول اليوان أمام الدولار أمس عند 6.1475 يوان، وهو أدنى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ومنخفض عن المستوى الذي حدده أول من أمس والبالغ 6.1460 يوان. وتراجع اليوان منذ بداية الأسبوع أكثر من 1.2 في المئة، بعدما ضاعف «المركزي» نهاية الأسبوع الماضي نطاق التداول المسموح به للعملة الصينية إلى اثنين في المئة، صعوداً أو هبوطاً، عن نقطة الوسط. المعادن وارتفع سعر الذهب أمس قبيل سلسلة خطابات لمسؤولين في «المركزي» الأميركي، ولكنه في طريقه لتكبد أكبر خسارة أسبوعية منذ تشرين الثاني الماضي بعد تلميح «المركزي» إلى رفع أسعار الفائدة خلال النصف الأول من عام 2015. وزاد سعر الذهب في التعاملات الفورية واحداً في المئة إلى 1341.50 دولار للأونصة، بعدما هبط أول من أمس إلى 1320.24 دولار، وهو أدنى مستوى منذ نهاية شباط الماضي. وزادت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.8 في المئة إلى 1341.50 دولار، وارتفع سعر الفضة 1.3 في المئة إلى 20.48 دولار، والبلاتين 0.8 في المئة إلى 1436.90 دولار، والبلاديوم 3.7 في المئة إلى 791.50 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ آب (أغسطس) 2011 بدعم من إطلاق صندوقين للمؤشرات في جنوب أفريقيا وتوسيع العقوبات الغربية على روسيا، المنتج الرئيس للمعدن.