أطلقت طرز حصرية أولية خلال معرض جنيف الدولي (6 - 16 آذار - مارس) سواء في حلة تجارية أو اختبارية، واكبتها أجواء احتفالية فرضها تعافي قطاع السيارات نسبياً في القارة الأوروبية العجوز، بعدما هيمنت أجواء الكساد الاقتصادي وضعف المبيعات على آخر دورتين من دورات هذا المعرض السنوي، علماً أن آخر الإحصاءات والأرقام الرسمية تؤكد ارتفاع مبيعات السيارات للشهر الخامس على التوالي في الأسواق الأوروبية. بديهي أن يحذّر الخبراء من ضرورة عدم الاتكال كثيراً على هذا التعافي، لا سيما أنه قد يكون موقتاً، علماً أن هذه الزيادة الطفيفة جاءت بعد وصول المبيعات إلى أدنى مستوياتها على مدار العقدين الماضيين. ففي العام الماضي وحده، تقلّصت المبيعات الأوروبية بنسبة 1.7 في المئة لتصل إلى 11.85 مليون وحدة، وهي أسوأ مبيعات منذ عام 1995. وتعتبر بعيدة كثيراً من مبيعات ما قبل أزمة الديون السيادية الأوروبية التي وصلت فيها إلى 14.79 مليون وحدة في بلدان الاتحاد. كذلك يؤكد مراقبون ومحلّلون أن بعض الصانعين تمكنوا من الحفاظ على حصتهم السوقية فقط مع إجراء حسومات وتخفيضات كبيرة على عروضهم. ففي ألمانيا مثلاً، التي تعد أكبر الأسواق الأوروبية للسيارات، لجأ صانعون كبار إلى خفض أسعار عروضهم بنسبة 11 في المئة في المتوسط. وفي إسبانيا، كان للبرامج التحفيزية التي انتهجتها الحكومة أبلغ الأثر في تعزيز المبيعات، لكن مثل هذه البرامج لا يعد حلاً ناجعاً على المدى الطويل. حتى في بريطانيا، التي ارتفعت فيها المبيعات العام الماضي بنسبة هي الأكبر منذ عام 2007، يخشى من أن يكون هذا «الانتعاش المبيعي» طفرة موقتة لن تتكرر مستقبلاً. جنون على رغم الحذر وإلى جانب تلك الأرقام الإحصائية، فإن صانعين نخبويين بحجم بينتلي ومكلارين ورولزرويس وفيراري وكوينغسيغ، انتهزوا فرصة التجمّع الكبير في معرض جنيف لإطلاق عروض نخبوية سوبر- رياضية مرتفعة الثمن، ما يدل على أن كل ما هو نخبوي ومترف مرغوب فيه في الخلفية الثقافية الأوروبية. وفي هذا السياق، أطلقت مكلارين موديلها المطور انطلاقاً من طراز 12C، أي طراز 650S الذي يستفيد من محرك فئة V8 مدعّم بشاحن هواء «توربو» بقدرة 641 حصاناً. أما رولزرويس، فكشفت النقاب عن غوست Series II المحسّن كلياً، والمدعّم بمحرك فئة V12 سعة 6.6 ليتر وبقدرة 563 حصاناً. واستغلت لامبورغيني فرصة هذا التجمّع السنوي الكبير للكشف عن موديلها هوراكين LP610-4 الجديد بالكامل والمزود بمحرك فئة V10 سعة 5.2 ليتر بقدرة 602 أحصنة، علماً أنه قادر على الانطلاق بالسيارة من السكون إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 3.2 ثانية، مع تسجيل سرعة قصوى مقدارها 325 كلم/س. أما الصانع الإيطالي فيراري، فأطلق بدوره سيارته كاليفورنيا T، التي باتت تستفيد بخلاف التحسينات الجديدة، من محرّك جديد مزود بشاحن هواء «توربو» سعة 3.9 ليتر فئة V8 أعتمد سابقاً في عروض مازيراتي كواتروبورتي وغيبلي السيدان. أما الصانع السويدي كوينغسيغ فقدّم نسخة راديكالية من موديل آغيرا S يحمل الاسم One:1 بهدف تحقيق معادلة 1:1 في ما يتعلق بنسبة الطاقة إلى الوزن، ما يجعلها أخف وزناً مقارنة بالشقيق آغيرا، والفضل يعود للهيكل والجسد الأخف بمقدار 20 في المئة. ووفقاً لكوينغسيغ، فإن One:1 مزوّدة بمحرك قادر على توليد 1341 حصاناً، مع وزن إجمالي يبلغ 1360 كلغ، ما يحقق تسارعاً من صفر-400 كلم/س في نحو 20 ثانية. «الخضراء» على الموعد ليس سراً القول إن معرض جنيف دائماً ما يحمل معه نفساً بيئياً متجدداً كل عام، يتمثل في الكشف عن إطلاقات صديقة للبيئة. وتمثّل جديد هذا العام في إطلاق بورشه لموديلها باناميرا الهجين المكوّن من محرّك كهربائي جنباً إلى جنب مع محرّك بنزيني سعة 3 ليترات. وعلى رغم أنها سيارة هجين، إلا أنه يمكنها السير لمسافة 20 ميلاً بالبطارية الكهربائية وحدها، بل والسير لمسافة 91 ميلاً باستخدام غالون واحد من الوقود، ما ينفي الادعاءات التي تقول إن السيارات «الخضراء» يصعب أن تجمع بين الأداء الديناميكي المميز والخفض الملحوظ في استهلاك الوقود. أما الصانع الفرنسي رينو، الذي استثمر أموالاً طائلة في تطوير السيارات الكهربائية، فقد زيّنت منصات عروضه في جنيف بموديلات كهربائية بالكامل شأن Zoe السوبر ميني وتويزي ذات المقعدين، إضافة إلى كانغو المصنفة ضمن عروض الفان. وتأمل رينو وحليفتها نيسان ببيع نحو 1.5 مليون وحدة من السيارات الكهربائية بحلول عام 2016، وإن تمت زحزحة هذا الرقم المتفائل إلى عام 2020. وبالانتقال إلى أبرز العروض التي أطلقت للمرة الأولى، فلا يمكن إغفال آودي S1 كواترو وآودي TT المحسّنة، وبينتلي فلايينغ سبير V8 و بي أم دبليو الفئة الرابعة غران كوبيه، والموديلات المدنية الثلاث التي تشترك في ما بينها بمكوّنات عدة: سيتروين C1 وبيجو 108 وتويوتا آيغو، وأيضاً جيب رينيغاد ومرسيدس- بنز الفئة S كوبيه وإطلاقات حصرية أخرى.