يتطلّع عشاق السيارات كل عام إلى معرض جنيف الدولي كونه المحطة الأبرز في عالم هذه الصناعة، والأكثر استقطاباً للصانعين والزوار من مختلف أنحاء العالم. ويتميز هذا المعرض بتوقيته ومكان إقامته خلال الربع الأول من العام، ما يدفع مختلف الصانعين إلى المشاركة وذلك على عكس بعض المعارض الضخمة مثل ديترويت وطوكيو، حيث يمتنع بعضهم عن الحضور خصوصاً بعد الأزمة المالية الأخيرة. وحملت النسخة ال81 من معرض جنيف العريق الذي انطلق عام 1905، وتختتم غداً، بين طياتها إطلاقات أولية حصرية بلغت أكثر من 170 موديلاً تجارياً واختبارياً جديداً، منها 40 طرازاً كهربائياً أو ببدائل الوقود التقليدي على الأقل، فضلاً عن موديلات مميّزة أخرى. على رغم أجواء الركود الاقتصادي غير المشجّعة التي هيّمنت على صناعة السيارات في الأعوام القليلة الماضية، ونجم عنها تأخير إطلاق أو حتى إلغاء موديلات وطرز كان مفترضاً إطلاقها، إلا أن سرعان ما تعافى معظم الصانعين رويداً رويداً، وبدأت عجلة التطوير والإنتاج تدور من جديد، وهذا ما بدا جلياً من خلال الجديد المعروض في جنيف. وإذا كانت علامات شأن «بينتلي» و «سيتروين» و «فيات» و «لانسيا» و «بيجو» وأخيراً «رينو»، لم تغب عن أي نسخة من النسخ ال80 السابقة للمعرض، فإن دورة هذا العام شهدت حضوراً بارزاً لماركات شأن «ألفاروميو» وموديلها الاختباري الأبرز 4C و «آودي» عبر RS3 سبورتباك، و «ميني» بطرازها التصوّري «روكيت مان»، إضافة إلى كرايسلر التي أطلقت عروضها «300» و «200» السيدان والمكشوفة، والمينيفان «غراند فوياجر»، إلى جانب «أوبل» و «بورشه» و «فيراري» و «فولكسفاغن» و «تويوتا» و «نيسان» و «هيونداي» و «كيا» و «مرسيدس - بنز» و «بي إم في» و «جنرال موتورز»، وبعض الصانعين السويسريين في مقدمهم «رينسبيد»، وغيرها من مختلف علامات السيارات المرموقة. ترف يعكس التفاؤل سادت أجواء من «التفاؤل أو الثقة الشديدة» وسط المسؤولين التنفيذيين في معرض جنيف هذا العام، حيث ارتفعت مبيعات السيارات في مختلف أنحاء العالم تقريباً يوماً بعد يوم، كما أن المبيعات في الأسواق الناشئة شأن الصين والهند وروسيا، آخذة في الارتفاع أيضاً، وهو ما انعكس على شركات السيارات التي قدّمت باقة عريضة من الموديلات الجديدة. بعض الرؤساء التنفيذيين مثل لوكا دي مونتيزيمولو، الرئيس التنفيذي لفيراري، أعرب عن تفاؤله وتعجبه في آن واحد، بقوله: «لم أكن أتوقع التعافي بهذه السرعة». لكن، وفي الوقت ذاته، تلقي الأحداث التي تهيّمن على ساحة الشرق الأوسط حالياً، بثقلها على ارتفاع أسعار الوقود التي تجاوزت 100 دولار لبرميل النفط، ما يدفع الزبائن نحو العروض المدمجة الصغيرة الأرخص سعراً، كما أن التعافي الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وأوروبا، لا يزال في مراحله الأولى، إذا جاز التعبير. البعض الآخر من الرؤساء، شأن ديتر زيتشه الرئيس التنفيذي لدايملر - بنز، يرى أن التوجه بالكامل نحو السيارات الصغيرة المُدمجة قد يكلف الكثير بعد ذلك، حيث استشهد بالارتفاع السابق في أسعار الوقود واتجاه الزبائن نحو السيارات الصغيرة، حتى إن «الجميع بات معتقداً أن هذه هي نهاية سيارات البيك آب، كما أن مستقبلنا يتمثل في موديل فيات 500». ولكن، «بعد عام واحد فقط، عادت الأمور لحالها السابق قبل أزمة ارتفاع أسعار الوقود». وفي هذا السياق، ألقى صانعو السيارات النخبوية المترفة بثقلهم في معرض جنيف هذا العام، منهم من قدّم نسخاً كوبيه من بابين شأن نسخة الفئة C من مرسيدس - بنز، في حين قدّمت فيراري موديلها الرباعي المقاعد FF الذي يُعد بمثابة دخول الشركة الإيطالية إلى سوق السيارات العائلية للمرة الأولى، بينما أطلقت بينتلي وبوغاتي ومازيراتي أكثر عروضهم جاذبية وقوة على الإطلاق؛ حيث عرضت بينتلي طرازها كونتيننتال سوبر سبورت ISR الذي يبلغ سعره نحو 335 ألف دولار، في الوقت الذي عرضت فيه بوغاتي ثلاثة موديلات من بينها طراز سوبر سبورت ب 2.6 مليون دولار. «الأخضر» سيد المنصات من الصعب أن تجد صانعاً أو شركة عارضة في معرض جنيف لا تقدم موديلاً هجيناً أو كهربائياً بالكامل، وذلك انطلاقاً من حقيقة أن هذا المعرض الأوروبي الدولي الوحيد للسيارات الذي يُقام سنوياً، دائماً ما يحمل نفساً بيئياً متجدداً، وقد شهدت نسخة هذا العام نحو 40 إطلالة جديدة صديقة للبيئة. وتمثّل الجديد أيضاً في أن الصانعين الآسيويين تنافسوا بقوة للهيمنة على قطاع السيارات «الخضراء»؛ حيث إن إنفينيتي اليابانية على سبيل المثال، أطلقت نموذجها التصوّري الجديد Etherea الرياضي، الذي يستفيد من محرك مزود بشاحن هواء «توربو» من أربع أسطوانات بسعة 2.5 ليتر، إلى جانب محرك كهربائي آخر. أما نيسان الشقيقة، فأزاحت الستار عن نموذجها الكهربائي بالكامل Esflow الذي لا يسفر عنه أي انبعاثات ملوثة، ويُمكنه اجتياز مسافة 240 كلم قبل الحاجة لإعادة الشحن مجدداً. كما أطلقت هوندا اليابانية طرازها الاختباري الكهربائي إلى جانب قاعدة عجلات جديدة لعروضها الهجينة المزوّدة بشاحن من الحجم المتوسط. وبالتزامن مع العروض الكهربائية بالكامل، وكذلك العروض الهجينة البنزينية - الكهربائية، أطلت عروض أخرى هجينة ديزل - كهربائية، شأن النسخة المحدودة الإنتاج من بيجو 3008 هايبريد4، التي تبلغ طاقتها الحصانية مجتمعة 200 حصان، مع نسب انبعاثات كربونية ملوثة لا تتجاوز 99 غراماً لكل كلم، إضافة الى النموذج التصوري فولفو V60 الهجين المزوّد بشاحن، والمعتمد بمحرك ديزل بسعة 2.4 ليتر مع محرك كهربائي بقدرة 70 حصاناً. يضاف الى ذلك الموديل الاختباري لاندروفر Range - e المزوّد بمحرك ديزل سعة 3 ليترات مع محرك كهربائي، وغيرها من العروض الاختبارية والكهربائية الأخرى مثل ألفا روميو 4C الاختبارية، مازدا ميناغي، رينو Captur وسآب فينيكس وسيات IBX وفولكسفاغن بولي النموذجية وبي إم في Vision Connected Drive ... كذلك رفع بعض الصانعين سقف الأحصنة عالياً على رغم التوجه البيئي عموماً من خلال تقديم طرز مثل أستون مارتن فيراج وV8 فانتدج أس، بي أم في B5 ألبينا، كونيغسيغ أغيرا R، مازيراتي غران كابريو سبورت، لوتس اليز كلوب رايسر، بورشه 911 كاريرا Black Edition، وغيرها من الطرز أمام عدد كبير من الزوار أثبتوا أن النسخة ال81 من المعرض أعادت مياه المبيعات إلى مجاريها. www.carsandspeed.com