عبر البطريرك الماروني بشارة الراعي من طرطوس التي انتقل إليها أمس، من لبنان في زيارته الراعوية للأبرشية المارونية السورية لترسيم المطران جوزف طوبجي راعياً جديداً لأبرشية حلب المارونية، عن حزنه لرؤية «كم أن شعبنا هنا مجروح ومقهور»، وقال: «نصلي باستمرار من أجل أن تقف الحرب في سورية والعراق وفلسطين واليمن، فلا يجوز أن تصبح أرض الشرق التي وطأتها أقدام المسيح، أرض الحديد والنار». وكانت حشود سورية استقبلت الراعي عبر محطات من مفرق دير عمار النقطة الحدودية اللبنانية مع سورية وصولاً إلى كاتدرائية سيدة البشارة وتقدم بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر المستقبلين في طرطوس. وفي الكاتدرائية، قال البطريرك يوحنا: «نحن كمسيحيين في هذه البلاد وفي لبنان وهذه المنطقة نسعى معاً كمواطنين مع إخوتنا المسلمين لأن نشهد دوماً للحق لأننا أبناء الحق ومستقبلنا واحد ومهما قست علينا الأيام فلن تفرقنا عن بعضنا بعضاً». وتطرق الراعي إلى قضية خطف المطرانين. وقال: «كنا نأمل لو تمكنا من الاحتفال بالرسامة في حلب، ولكن يبقى أملنا ورجاؤنا بسلام أمير السلام يسوع المسيح أن يعم السلام من جديد هذه المنطقة ليعود كل مهجر ونازح إلى بيته وأرضه. فالبطولة المشرّفة التي قد يقوم بها إنسان هي بناء السلام ونبذ العنف واحترام حقوق الإنسان وممارسة العدالة وليس القيام بالحرب والقتل». وترأس الراعي قداساً احتفالياً وألقى عظة توقف فيها عند «ما نراه في تصرف الشعوب في الحروب، في الحقد والنزاعات، في القتل والهدم، في الخطف وفي كل أنواع الاعتداءات على الكرامة البشرية»، أملاً ب «أن تمسّ الرحمة قلوب أمراء الحروب الذين يرغمون الشعوب على الحرب، والذين لا يخططون إلا لدمار الأمم والدول، يخططون لكيفية القتل والتهجير والدمار. والبابا فرنسيس وصف هذه الحرب بأنها تجارة أسلحة. بعد يومين ندخل مع البابا فرنسيس في يوبيل سنة الرحمة وأراد أن تكون هذه السنة، سنة رحمة لأنها حاجة كل الأمم والشعوب. وأغتنمها فرصة لأحيي السفير البابوي لكي نؤكد من خلاله للبابا عرفان الجميل على دعواته المتكررة لوقف الحرب وإحلال السلام، وعودة النازحين والمخطوفين إلى بيوتهم وأراضيهم». وقال: «لا يظنن أحد، إذا كثر ماله أو سلاحه أو قدرته، أنه سيد التاريخ».