باريس، برازيليا - أ ف ب - استؤنفت في بون ليل الخميس مفاوضات الأممالمتحدة حول المناخ في بون لتطرح مرحلة جديدة يفترض ان تؤدي إلى توقيع إطار دولي جديد عام 2015 يشمل التزامات لكل الدول اعتباراً من 2020 لتحسين مكافحة الاحتباس الحراري. فبعد 20 سنة على «قمة الأرض» في ريو دي جانيرو حيث أطلِقت مفاوضات المناخ، صرحت مسؤولة الأممالمتحدة للمناخ كريستيانا فيغيريس في جلسة الافتتاح التي نقلت عبر الإنترنت أول من أمس: «ستكتبون تاريخاً جديداً». وأقِر مبدأ هذا النظام القانوني في دوربان أواخر 2011. وبدأت الدول ال 194 التي تتفاوض بإشراف الأممالمتحدة مناقشات دقيقة حول مضمون هذا الاتفاق هذا الأسبوع. ويرمي الاتفاق إلى مضاعفة الجهود العالمية لمكافحة غازات الدفيئة فالالتزامات الحالية لن تكفي بحسب العلماء لمنع ارتفاع حرارة الأرض بأكثر من درجتين مئويتين مقارنة بما قبل الثورة الصناعية، وهو الحد الأقصى المقبول الذي حدده المجتمع الدولي. وينص اتفاق دوربان على اعتماد نظام قانوني مشترك اعتباراً من 2020. وتؤيد الدول الأوروبية في شكل خاص نظاماً جديداً وهي تسعى اليوم إلى أهداف ملزمة بتقليص انبعاثات غاز الدفيئة بموجب بروتوكول كيوتو. لكن الأمر ليس سيان لدى دول كبرى منتجة لثاني أوكسيد الكربون على غرار الولاياتالمتحدة والصين والهند والبرازيل. وشدد الاتحاد الأوروبي في بون على وجوب بدء العمل في شكل عاجل. غير ان الدول النامية والناشئة في كتلة «باسيك» (البرازيل، جنوب افريقيا، الهند، الصين) ذكرت بأهمية مواصلة الأخذ في الاعتبار مستوى نمو كل من الدول والمسؤولية التاريخية للدول المتطورة عن التغير المناخي. وانتقدت الدول الأكثر ضعفاً عدم شمول المناقشات وعوداً أكثر طموحاً تقدمها الدول المتطورة. وقال الناطق باسم الدول الأفريقية سايني نافو في بيان «ان الوعود غير المناسبة ما زالت على الطاولة، وهي تهدد بإثارة ارتفاع في الحرارة ستكون له عواقب كارثية حول العالم، خصوصاً في أفريقيا». وحذرت مارلين موزس من ناورو في المحيط الهادئ باسم الدول - الجزر الصغيرة من ان الإحجام عن رفع سقف الطموحات قد يفرض على المفاوضات مواضيع أخرى حتى 2015، على غرار كلفة نقل إقامة سكان المناطق التي لم يعد يمكن السكن فيها. ويعد اجتماع بون تمهيداً لمؤتمر مقبل في قطر نهاية العام، وهو يستمر حتى 25 أيار (مايو). «ريو+20» وأكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس الوزراء الصيني وين جياباو مشاركتهما في قمة الأممالمتحدة حول التنمية المستدامة التي ستضم في ريو دي جينيرو رؤساء دول العالم اجمع، حسب وزارة الخارجية البرازيلية. وحتى الآن، اكد 116 رئيس دولة وحكومة مشاركتهم في قمة «ريو+20» التي تهدف إلى إدارة الاقتصاد العالمي في إطار احترام المناخ والتصدي للفقر وذلك بعد 20 سنة على مؤتمر عام 1992. وينتظَر ان يشارك اكثر من 50 ألف شخص في القمة ومن بينهم قادة شركات وممثلون عن حركات اجتماعية اعتباراً من 13 حزيران (يونيو) للإعداد للقمة التي ستعقَد بين 20 و22 حزيران، وهي الرابعة للأمم المتحدة حول التنمية المستدامة منذ 1972. والأسبوع الماضي، أعلن الرئيسان الفرنسي فرانسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين مشاركتهما في القمة. وسيشارك خصوصاً رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ورئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي. ولن تشارك المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ولا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في القمة. أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فلم يقرر بعد مشاركته.