حذر الرئيس بشار الاسد من «خطورة» استمرار اسرائيل في رفض متطلبات السلام في المنطقة، مشدداً على اهمية الدور الاميركي «الداعم» للدور التركي في عملية السلام. وجدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي السيناتور جون كيري التزام الادارة الاميركية على «اعلى المستويات استمرار الانخراط» مع سورية، مشيراً الى دعم واشنطن تطوير العلاقات بين دمشقوبيروت. وكان الاسد استقبل كيري امس بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، قبل ان يُعقد لقاء ثنائي بحيث استمرت المحادثات نحو ثلاث ساعات. كما التقى المعلم السيناتور الاميركي. وأفاد ناطق رئاسي ان اللقاء تناول «العلاقات الثنائية وآفاق السلام والمستجدات في المنطقة، وجدد الرئيس الاسد التأكيد على موقف سورية الساعي الى تحقيق السلام العادل والشامل، وعلى أهمية الدور الاميركي الداعم للدور التركي في عملية السلام»، محذراً من «خطورة الممارسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة واستمرار رفض اسرائيل قبول متطلبات السلام». وفي الاطار الثنائي، جرى «التأكيد على ضرورة مواصلة الحوار البناء بين البلدين المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للوصول الى حلول ايجابية للقضايا ذات الاهتمام المشترك»، بحسب الناطق الذي اضاف ان كيري «أعرب عن أمله في المزيد من التقدم في العلاقات بين سورية واميركا». كما اعرب الجانبان «عن أملهما في ان تشكل الانتخابات العراقية انطلاقة جديدة لتحقيق امن العراق واستقراره ووحدته». وبعد اللقاء، صرح كيري في القصر الرئاسي بأن المحادثات كانت «مطولة وشاملة»، لافتاً الى انه من «مؤيدي الانخراط مع سورية، ونستمر في بذل جهودنا من اجل تحسين العلاقات بين بلدينا». وقال كيري ان سورية «لاعب اساسي في تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة، ولسورية والولاياتالمتحدة مصلحة مشتركة في تبادل وجهات النظر والتصدي للاختلافات في الرؤى وابقاء كل الجهود منصبة على تحقيق السلام الشامل في المنطقة»، مؤكداً ضرورة «العمل معاً». واعتبر قرار ادارة الرئيس باراك اوباما تعيين روبرت فورد سفيراً في سورية «دليلاً على ان الانخراط مع سورية يشكل اولوية للإدارة الاميركية على اعلى المستويات». ونقل الى الرئيس الاسد «التزامه»، بصفته رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، والرئيس اوباما ووزير الخارجية هيلاري كلينتون «تسريع» عملية اقرار الكونغرس تعيين فورد. وكانت مصادر ديبلوماسية غربية قالت ل «الحياة» ان الادارة الاميركية تنوي ايفاد مسؤول الشرق الاوسط في وزارة الخارجية جيفري فيلتمان ومسؤول الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي في وزارة الخارجية دانيال شابيرو الى دمشق منتصف الشهر الجاري. ولم يصدر موقف رسمي سوري من ذلك حتى امس. واشار كيري الى ان محادثاته مع الاسد تناولت «التحديات الكبيرة» التي تواجهها المنطقة، و «اتفقنا على ان هناك عدداً من الوسائل التي يمكن لبلدينا والبلدان الاخرى في المنطقة ان تسهم من خلاله في تغيير الاوضاع القائمة حالياً، وهدفنا هو التصدي لبعض المشاكل العالقة التي استغلها البعض والتي من شأنها ان تحقق اختلافاً كبيراً في حياة الناس في هذه المنطقة». وزاد أن الجانبين سيعملان على «تسوية هذه الخلافات من اجل دعم السلام والاستقرار والرخاء في هذه المنطقة. اذ هناك الكثير لما يمكن الولاياتالمتحدة وسورية ان تفعلاه في شكل أحادي او ثنائي، لكن علينا جميعاً ان نعمل لاغتنام الفرص الحقيقية». وأعرب كيري عن دعم واشنطن ل «الجهود السورية لتطوير العلاقات مع لبنان وتطوير العلاقات بين الشعبين السوري واللبناني». وبعدما اشار الى محادثات مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في بيروت اول من امس، اعرب عن الاعتقاد ان «التقدم المحرز بين سورية ولبنان والآخرين يسهم في شكل كبير في التحول نحو تحقيق السلام»، آملاً في ان تسهم الزيارة المقبلة للحريري إلى دمشق في «تعميق التقدم» بين البلدين. واذ اشار الى خبرته لعقود في مجلس الشيوخ، قال كيري الذي زار دمشق مرات، ان «الانخراط» مع سورية يمكن ان يلعب «دوراً مهماً للغاية في تحقيق السلام الشامل والمنطقة ووضع نهاية لخمسة عقود من الصراع (العربي - الاسرائيلي) التي أثرت على حياة جميع الناس في هذه المنطقة». وختم: «هذا هو التحدي الذي نواجهه، ونحن ملتزمون العمل على التصدي له».