لا تزال التحقيقات الأميركية الرامية إلى كشف تفاصيل المجزرة التي أودت بحياة 14 شخصاً وتسببت في 17 أحدهم شرطي، بعد إطلاق نار استهدف موظفين انضموا إلى حفلة بمناسبة نهاية السنة في مركز «إنلاند ريغونال سنتر» الاجتماعي الذي يعنى بالأشخاص المعوقين في مقاطعة سان برناردينو في كاليفورنيا عاجزة عن الوصول إلى التفاصيل الكاملة للجريمة. وعلى رغم تحديد الشرطة المباشرة لهوية المجرمين وهم الأميركي سيد رضوان فاروق (28 عاماً) وزوجته تشيفين مالك (27 عاماً)، إلا أن الأسباب التي قادت إلى الحادث المرعب لا تزال غير معلومة حتى الآن، فرجال ال «إف بي آي» الذين عثروا على هاتفين محمولين في سلة للمهملات على مقربة من موقع المجزرة عجزوا عن استخراج أي معلومات منها بعدما تعمد أحد تخريب الهاتفين في صورة يستحيل معها الاستفادة منهما، لكن السلطات الأميركية تواصلت مع الشركات المشغلة للهواتف المحمولة في الولاية، بغية معرفة المكالمات التي صدرت من هذه الهواتف ومعرفة تفاصيل الأرقام التي تم التواصل معها. صحيفة «ديلي ميل» الإنكليزية التي تؤكد في تقريرها المطول المنشور اليوم (الجمعة)، أن أسباب المجزرة لا زالت مجهولة، عادت غير مرة للإشارة إلى علاقة محتملة بين فاروق وجماعات إرهابية مستندة على تفاصيل نشرتها أجهزة الأمن الأميركية، يأتي من بينها العثور على حاسوب مكتبي في منزل الجاني نزعت ذاكرته الداخلية وهي الطريقة الوحيدة التي كان من الممكن أن تتعرف من خلالها الأجهزة الأمنية على تفاصيل استخدام استخدام فاروق وزوجته للانترنت والمواقع التي قاما بزيارتها. ونقلت الصحيفة ذاتها على لسان أسرة فاروق الذي الذي كان يعمل موظفاً للصحة البيئية في سان برناردينو تعرضه لمضايقات عنصرية في مقر عمله، إذ كان الموظفون يتندرون من هيئته الإسلامية وسط اصراره على اعفاء لحيته، كما أكدوا أنه دخل في شجار مع زميله اليهودي نيكلاوي ثالثينوس على خلفية نقاش ديني حاد، قبل أن يتطور في حضور الموظفين، يأتي ذلك بعدما كانت الشرطة أعلنت أن ثالثينوس كان أحد ضحايا المجزرة. الغريب أن السلطات الأميركية لم تنشر حتى الساعة صورة لزوجة الجاني وشريكته في الجريمة تشيفين مالك التي وبحسب المنقول عنها من الأنباء كانت ترتدي النقاب، فيما أكد أصدقاء الجاني أنهم لم يتعرفوا على وجهها في أي مناسبة، وباستثناء أصولها الباكستانية وحقيقة سفر الزوج إلى السعودية لأداء فريضة الحج وعودته مع زوجته الجديدة فإن أحداً لا يعرف الكثير من التفاصيل عنها، لكن زميل فاروق باتريك بايكري الذي شاركه المكتب ذاته، أكد لصحيفة «لوس انجليس تايمز» أن الزوجين كانا يعيشان «الحلم الأميركي» بوجود الدخل المادي الكافي والأسرة السعيدة دون أزمات من أي نوع. «ديلي ميل» أكدت نقلاً أيضاً عن أسرة الجاني أن رجال الاستخبارات الأميركية كانوا أوقفوا قبل الجريمة بأيام والدة الجاني رافيا (62 عاماً) واستجوباها قبل أن يطلق سراحها في اليوم التالي من دون توجيه تهم، وأن زوجها وبناتها تواجدوا في مركز التحقيق وتحدثوا مطولاً إلى ال «إف بي آي» مطالبين بالافراج عنها وهو ما تم في النهاية. تقرير بثته «سي إن إن» تضمن تصريحاً لمسؤول في ال «إف بي آي» قال فيه: «سيكون من غير المسؤول ولا المقبول أن أصف الواقعة بالحادث الإرهابي، وكذلك الأمر إن أردنا أن نقول أن كل ما حدث كان نتيجة خلافات مع زملاء الجاني في مقر العمل»، التقرير التلفزيوني أكد أن الآلية التي اتبعها الزوجين والأسلحة المستخدمة وحتى القنابل التي عثروا عليها في منزلهما لا تتوافق أبداً وتلك التي تستخدمها جماعات إرهابية مثل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أو حتى تنظيم «القاعدة»، لكن حرص الجناة على تدمير الهواتف المحمولة وجهاز الحاسب المنزلي تترك الباب مفتوحا أمام احتمال ارتباطهم بجماعات إرهابية. حتى تهمة تطرف سيد فاروق أو تبنيه فكراً ارهابياً لا تزال مجردة من شواهد أكيدة تثبتها وباستثناء تواصل وحيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع شخص سبق وأن حققت معه السلطات الأميركية في شبة تورطه مع جماعات ارهابية، فإن فاروق لم يكن على علاقة معروفة بأي تنظيم ارهابي. وتنقل «سي إن إن» عن مصدر أمني قوله: «كان هناك تواصل خفيف بين فاروق ومن نشتبه بتورطهم بعلاقات مع تنظيمات ارهابية، كان ذلك قبل شهرين، سنحاول التحقق في شكل أكبر من الموضوع»، وحول سفره إلى المملكة العربية السعودية وما إذا كانت رحلة من هذا النوع تثير الشبهات، رد قائلاً: «كانت رحلة حج لا توجد أي شبهات حول تلك الرحلة».