انطلقت مساء أمس فعاليات ملتقى النص، الذي ينظمه نادي جدة الأدبي، ويشارك فيه عدد كبير من النقاد والشعراء من داخل المملكة والوطن العربي، بعنوان: «الشعر العربي المعاصر في عالم متغيّر». وكرّم النادي كلاً من الشاعرين الراحل حسن القرشي ومحمد الثبيتي.وتطرق وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، الذي افتتح الملتقى في المركز الثقافي بأبرق الرغامة، وسط حضور كبير، في كلمته، إلى ما ظنه من خصام «بين ندواتنا الأدبية والشعر، حتى جاءت هذه الندوة النقدية، والملتقى الأدبي الذي ينظمه نادي جدة الأدبي، وفي التفاتة رائعة للشعر وجمعه عدداً من النقاد والشعراء من مختلف أرجاء الوطن العربي، متسلحين بمناهج مختلفة في الشعر واتجاهاته». وتحدث عن أهمية النقد في تقدم الفنون الأدبية. كما بارك وزير الثقافة روح الوفاء لدى النادي، من خلال تكريم رائدين من رواد الشعر والثقافة. ثم تحدث عن تجربته الشعرية وعن جيله من شعراء وقاصين. فيما قال رئيس النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني إن النادي يسعد في كل عام بإقامة ملتقى قراءة النص، «وهذا يعد العاشر في رصيده والاجتماع بالعديد من المثقفين والأدباء يزفهم وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة الذي يسعد بنشاطاتنا وبحراكنا الثقافي»، مشيراً إلى أن الملتقى سيناقش في جلساته «محوراً مهماً عن الشعر العربي المعاصر في عالم متغير عبر العديد من البحوث والدراسات النقدية، إضافة إلى أمسيتين شعريتين وتكرم علمين من أعلام الثقافة والشعر في السعودية، هما حسن القرشي رحمه الله ومحمد الثبيتي شفاه الله، ويقدم الشكر الجزيل لاسرتيهما». وقال إنهم في النادي كانوا يتمنون أن يكون ملتقى النص «مقاماً في قاعة النادي الجديدة قاعة حسن عباس شربتلي، التي ستنتهي قريباً». وأعلن القحطاني عن جائزتين هما: «جائزة محمد حسن عواد في الإبداع» و»جائزة نادي جدة الأدبي في الدراسات والبحوث» بقيمة 200 ألف لكل واحدة 200، مشيراً إلى أن شروطهما تعلن في أيار (مايو) المقبل، مقدماً شكره لرجل الأعمال أحمد باديب» على تبرعه السخي لهذه الجائزة والتي نرجو لها الديمومة». ولفت الناقد محمد العباس، في كلمته نيابة عن المشاركين، إلى الموعد الثقافي «الذي بتنا منذ أول مواسمه نضبط أجمل مواقيتنا الثقافية على إيقاعه. نترقبه، ونحلم مع القائمين عليه بالمفاجئ من عناوينه الفكرية ولافتاته الجمالية. نتأمل ما يغرسه في عمق المشهد من أسماء باسقة، وما يلوّح به من شموع التنوير التي تضيء ممرات ليل معتم وطويل»، مشيراً إلى أن «ملتقى النص» يشكّل «التبرعم الأول والأهم في الاعتراف بالنخبة الثقافية، وتأكيد دورها الطليعي في نقل الحقائق الجمالية الجديدة، وتوطينها في مجتمع يتطلع للمغاير والمختلف والمؤلب، وتقويض ما استقر في الأذهان من حقائق متحجّرة، وكأن الملتقى وهو يقيم مأدبة أفلاطون الحوارية الحولية، يريد القول بأنه مهما قيل، لا يوجد أرحب من النص مكاناً للقاء». واستمع الحضور إلى قصيدة «حوار وجوار» قدمها الشاعر مصطفى عراقي، ومنها: رحاب السَّنا في منتدى الأدبِ/جئنا لنسكب أقباسًا من الشُّهُبِ/من كل نبعٍ حوار الشعرِ يجْمعُنا/في «جدةِ» الخيْرِ تَهْمي أطيبُ السُّحُبِ». وشاهد الحضور عرضاً مرئياً للشاعرين محمد الثبيتي وحسن القرشي وقدمت فرقة البحارة التابعة لجمعية الثقافة والفنون في جدة، لوحات فولكلورية راقصة. كما احتفى نادي جدة الأدبي بإصداراته الجديدة في مختلف الأجناس الأدبية. إلى ذلك اجتمع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة برؤساء الأندية وناقش معهم العديد من القضايا المتعلقة بالشأن الثقافي والأدبي. وتناقش أولى جلسات الملتقى، التي يترأسها يوسف العارف في الساعة التاسعة من صباح اليوم الأربعاء، الشعر والمرأة الغياب والحضور للدكتور عبدالله حامد، من خلال استحضار الشواهد التي عرضت بهذه العلاقة عبر موقف شعري تاريخي، بدا في ظاهره محملاً بحمولات من الوله والشوق والهيام وهو ما أسهم في تقبل المرأة هذا اللون الشعري، الذي قدمته للمتلقي من خلال العزف على وتر فني تناغم مع موروثه الفني في هذا الجانب». في حين يتناول عبدالرحمن المحسني أدوات التقنية في النص الشعري الجديد وحديث الشعراء عن تقنيات مثل الفيس بوك وتقنيات شعرية حديثة كتبت على اليوتيوب لشعراء كالعشماوي في تجربتين، وتأثير حوامل النص على قصيدة النثر المحملة على اليوتيوب واستخدمه في بعضها وسائط أخرى عدة.