أعاد 20 نوخذة، آلاف المحتشدين في متنزه الملك عبدالله في الواجهة البحرية بالدمام أمس، عقوداً إلى الوراء، حين كان أجدادهم يشقون عباب البحر، في رحلات تستمر أشهراً، ليعودوا محملين باللؤلؤ. واستعرض الأحفاد أمس، طرق الإبحار القديمة على مرأى من أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية سعود بن نايف، الذي دشن مهرجان «الساحل الشرقي» في نسخته الثانية، والذي تتواصل فعالياته حتى 27 جمادى الأولى الجاري، وسط حضور عدد كبير من أهالي وزوار الشرقية. وغضت البلدة الشعبية للمهرجان، بعشرات الحرفيين في البلدة القديمة، التي تضم حرفاً عدة، كانت تشتهر بها المنطقة الشرقية قديماً. وشارك 150 حرفياً إضافة إلى عشرات الأسر المنتجة، التي توزعت على أكثر من 70 محلاً. وعرض الحرفيون منتجات مختلفة، نالت إعجاب أمير الشرقية، الذي أثنى على ما شاهده من «تجسيد للبيئة القديمة في المنطقة»، وبخاصة انطلاق «الكرنفال البحري الذي يجسد مختلف أنشطة التراث والفلكلور»، بحسب قوله. وشارك في «الكرنفال» 500 شخص، وأكثر من 20 فرقة للفنون الشعبية. وبدأ استعراض المراكب الشراعية ورحلة الغوص (الدشة)، التي شارك بها 20 من أشهر النواخذة في الشرقية والخليج العربي، لنقل حياتهم اليومية في رحلات الغوص وصيد اللؤلؤ، إلى جانب انطلاق رحلة إبحار السفن والمراكب الشراعية، التي ضمت 20 سفينة. فيما انطلق لاحقاً استعراض ونشاط الأسر المنتجة والمنتجات التراثية، والأكلات الشعبية التي تتميز بها المنطقة الشرقية. وتذوق الزوار بعض هذه المأكولات. كما قدمت عروض فنية في المسح البحري المفتوح، جسدت رحلة الغوص والنشاط البحري. ويتضمن مهرجان «الساحل الشرقي» في نسخته الثانية، مسابقات تقام للمرة الأولى، وتضفي جواً من المتعة والإثارة، إضافة إلى «إدخال تجديدات كي يظهر المهرجان في أفضل صورة، معبراً عن تراث وحضارة الشرقية، وهو الهدف الرئيس من إقامة المهرجان، الذي يتوقع أن يزوره نحو 700 ألف زائر من المنطقة وخارجها». ويسهم المهرجان في توفير 1200 فرصة وظيفية، ويوفر بيئة اجتماعية مناسبة تحقق مردوداً اقتصادياً وإرثاً ثقافياً، تبرز المقومات السياحية والتراثية البحرية في الشرقية، والعمل على استثمارها سياحياً وجذبِ أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح، والإسهام في جعل سواحل المنطقة من أهم المقاصد السياحية. كما يهدف المهرجان إلى تكوين انطباعٍ عن الحياة البحرية، وتجربة سياحية ممتعة للسائح، إضافة إلى تأصيل المقومات السياحية للمنطقة، وتحقيق مشاركة المجتمع المحلي في الأنشطة السياحية والمردود الاقتصادي من بيع المنتجات والخدمات للزوار والسياح. ومن أبرز النشاطات التي يقدمها المهرجان: المنازل التراثية والدكاكين والفنون الشعبية والموال البحري ومجلس النواخذة، ومعارض الصور الفوتوغرافية القديمة وبناء السفن وصيانتها قديماً والرحلات السياحية بالمراكب الشراعية وركوب السفن وتوديع البلدة (الدشة)، والإبحار على إيقاع «اليا مال»، ومن ثم العودة إلى الشاطئ (القفال). كما تقرر إقامة مسابقات بجوائز مالية كبيرة، لتحفيز الزوار على المشاركة في هذا الحدث السنوي، إذ تقام المسابقة الأولى في التصوير تحت عنوان «مصور الساحل الشرقي». ويتم اختيار الفائز بناء على معايير محددة وضعتها لجنة التحكيم ومنح الفائزين جائزة قدرها 10 آلاف ريال. أما المسابقة الأخرى فهي مسابقة على مواقع التواصل الاجتماعي ومنح الفائزين فيها جائزة مالية قدرها 5 آلاف ريال. أما أبرز فعاليات المهرجان فتتضمن البلدة التراثية والسفن البحرية. كما يحتضن أكثر من 30 فعالية ونشاطاً من أهمها استديو البحر، والمسرح المفتوح للحياة البحرية القديمة، والفنون الشعبية المصاحبة للصيد، ومسابقة الغوص وصيد اللؤلؤ، واستعراض القوارب الشراعية، والأسر المنتجة، وسوق السمك، والمتحف البحري. فرق إسعافية جوالة استكملت الإدارة العامة لهيئة الهلال الأحمر السعودي في المنطقة الشرقية، إعداد و تجهيز فرق إسعافية جوالة، للعمل في الأماكن التي تشهد كثافة من الزائرين للمنطقة، بالتزامن مع حلول الإجازة المدرسية. وتنتشر الفرق في الشواطئ والواجهات البحرية، التي تشهد عادةً زيادة في عدد الزائرين في فترة الإجازات، وذلك ابتداءً من أمس ولمدة 10 أيام. وتتوزع الفرق الإسعافية في كورنيش الدمام، لتغطي مهرجان «الساحل الشرقي 2 للتراث البحري»، المقام في منتزه الملك عبدالله في الواجهة البحرية في الدمام، وشاطئ نصف القمر، إضافة إلى شاطئ العزيزية، فضلاً عن جاهزية باقي المراكز الإسعافية المنتشرة في أنحاء المنطقة الشرقية، لتقديم الخدمة الطبية الإسعافية في حال حدوث أي طارئ، بعد الاتصال على رقم غرفة عمليات هيئة الهلال الأحمر السعودي «997». وقال المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر السعودي في المنطقة الشرقية فهد عثمان الغامدي، في تصريح صحافي: «نأمل من المواطنين والمقيمين الالتزام في قواعد السلامة المرورية، للحفاظ على سلامتهم من الحوادث، وعدم التجمهر وإفساح المجال للفرق الإسعافية عند مباشرتها الحوادث، لتقديم الخدمة الطبية الإسعافية على أكمل وجه لمحتاجيها».