بإعلانهما التبرع ب99 في المئة من أسهمهما في شركة «فايسبوك»، يصبح مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشاراً مارك زوكربرغ وزوجته بريسيلا تشان آخر المنضمين إلى قائمة متزايدة من كبار أثرياء العالم الذين تبرعوا بمعظم ثرواتهم للأعمال الخيرية. وفي رسالة مطولة وجهها إلى طفلته الأولى ماكس التي ولدت قبل أيام، قال زوكربرغ (31 سنة) إنه وزوجته قررا التنازل عن 99 في المئة من أسهمهما في «فايسبوك» البالغة قيمتها 45 بليون دولار، لمؤسسة خيرية أعلنا تأسيسها باسم «مبادرة تشان زوكربرغ». وأضاف أن المؤسسة التي سيتولى مع زوجته إدارتها، ستعمل خصوصاً على تحقيق هدفي «تحسين الإمكانات البشرية، وتعزيز المساواة». غير أن مؤسس «فايسبوك» أكد احتفاظه «لسنوات كثيرة آتية» بموقعه على رأس شركته التي أعلنت أنه سيبدأ بالتبرع ببليون دولار من أسهمه سنوياً على مدى السنوات الثلاث المقبلة، ما يرجح أن التنازل الذي أعلنه سيتم على فترة زمنية طويلة. وسبق عدد من كبار الأثرياء زوكربرغ وزوجته إلى التنازل عن ثرواتهم لأعمال الخير، خصوصاً مؤسس عملاق البرمجيات «مايكروسوفت» بيل غيتس وزوجته ميليندا اللذين تنازلا عن 95 في المئة من ثروتهما لأعمال الخير، ورجل المال وارين بافيت الذي تنازل عن 99 في المئة من ثروته، ومؤسس شركة «أوراكل» للتكنولوجيا لاري إليسون الذي تنازل عن 95 في المئة من أملاكه. وكان زوكربرغ وتشان بين الموقعين على «تعهد العطاء» الذي أطلقه غيتس وزوجته، بهدف إقناع كبار الأثرياء بالتنازل عن أكثر من نصف ثرواتهم للخير. ووقع التعهد غير الملزم 138 من كبار الأثرياء من 15 دولة، ليس بينهم سوى عربي واحد هو البليونير السوداني - البريطاني مو (محمد) إبراهيم الذي أعلن التبرع بنصف ثروته لأعمال الخير قبل عشرة أعوام. وبين الموقعين أيضاً الباكستاني عارف نقفي الذي أسس شركة عقارية كبرى مقرها دبي. غير أن تعهدات غالبية الموقعين لا تزال بانتظار التحقق، لتكذيب منتقدين يرون هذه الإعلانات محاولات للتهرب الضريبي أو «خطوة علاقات عامة» في عالم يشغله سؤال غياب عدالة التوزيع وتزايد الفجوة بين الأثرياء والفقراء.