قضى اللبناني عادل ترمس في التفجير الإنتحاري الأخير الذي استهدف منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وأسفر عن مقتل 44 شخصاً وأصابة أكثر من 200 بينهم أطفال، في المنطقة التي تعتبر من أكثر المناطق اكتظاظاً في البلاد. وذكرت مواقع لبنانية محلية أن ترمس، وهو شاب يبلغ من العمر 32 عاماً ضحى بحياته عندما تصدى لأحد الانتحاريين خلال التفجيرات لمنعه من الدخول إلى المسجد لتفجير نفسه، ليكون بذلك نموذجاً آخر للتضحية في مواجهة الإرهاب. وترمس، وهو من بلدة طلوسة الجنوبية ولديه ابن وابنة، كان احتفل وزوجته بعيد زواجهما قبل شهر من مقتله. وأفاد موقع «سي أن أن» نقلاً عن والد القتيل، أكرم ترمس، قوله إن «عادل كان في عمله، وانصرف عند الخامسة مساء تقريباً ووصل إلى المنزل، وقال لزوجته أنه ذاهب للصلاة في المسجد، فطلبت منه زوجته البقاء لتناول الطعام مع طفليه لإحساسهما بالجوع، فوعدها بعدم التأخر». وذكر موقع «بي بي سي» أن ترمس أظهر شجاعة ذاتية، فلدى رؤيته رجلاً يرتدي حزاماً ناسفاً يقترب من الناس المتجمهرين، قام بطرحه على الأرض، ما أدى إلى انفجار الحزام الناسف على الفور، الأمر الذي أدى حتماً إلى إنقاذ حياة الكثيرين. ونقلت صحف محلية على لسان جدته الحزينة فرحتها له ب«الشهادة» لإنقاذه المئات ممن كانوا في المسجد، أما زوجته باسمه فدعت له بالتهنئة وليس العزاء، وكانت تتحدث بمعنوية مرتفعة وثقة لإحدى الشبكات الإخبارية المحلية.