نشر موقع «ذا انترسبت» الأميركي تقريراً عن عشرة هجمات حصلت في السنوات الثلاث الأخيرة في دول غربية مختلفة، كانت السلطات على علم مسبق بأهواء منفذيها ونيتهم القيام بأعمال إرهابية، معتبراً أن المشكلة تكمن في ملاحقة هؤلاء، وألا مبرر للمطالبات بزيادة الرقابة والتجسس على المواطنين بحجة الإرهاب. وشدد مسؤولون في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، على أن زيادة مراقبة الإتصالات عبر الإنترنت، أمر ضروري لمنع حدوث المزيد من الإعتداءات، بعد اعتداءات باريس التي أسفرت عن مقتل أكثر من 120 شخصاً. وبحسب موقع «ذا انترسبت»، حدثت الهجمات ال10 الإرهابية من قبل جماعات متشددة في أوروبا بين العامين 2013 و2015، وكانت السلطات على علم مسبق بخلفية بعض أو كل مرتكبيها قبل أن ينفذوا مؤامراتهم. لكن على رغم أن السلطات كان تعتبرهم تهديداً محتملاً، لم تخضعهم للتدقيق اللازم في إطار الصلاحيات الحالية لمكافحة الإرهاب. وأفاد التقرير أنه «ليس هناك من شك في أننا نعيش في عالم خطر، وأنه لدى وكالات الإستخبارات والشرطة مهمة صعبة عليهم القيام بها، لاسيما في ظل الوضع الحالي الذي تشهده أوروبا. إذ أن هناك مئات الآلاف من المتضامنين مع جماعات إرهابية، وأي واحد منهم قادر على شن هجمات». وفي اعتداءات باريس، ظهرت اشارات تحذيرية على ثلاثة رجال على الأقل تفيد بأنهم مشتبه بهم، تم تجاهلها من قبل السلطات، مثل إسماعيل عمر مصطفاي (29 عاماً) فرنسي من أصل جزائري، وسامي عميمور (28 عاماً) فرنسي، والأخوين إبراهيم عبد السلام (31 عاماً) وصلاح عبد السلام (26 عاماً) فرنسيين، وبلال حدفي (20 عاماً) فرنسي يعيش في بلجيكا، وعبد الحميد أبو عود البلجيكي من أبويين مغربيين. وكانوا يحملون البنادق والقنابل اليدوية والأحزمة الناسفة. وكان ثلاثة من منفذي هذه الهجمات معروفين لدى السلطات الغربية، ومنهم إسماعيل الذي ساعد في ارتكاب مجزرة مسرح «باتاكلان»، وكان يُشتبه بأنه خطر ومتطرف عام 2010. لكن الشرطة الفرنسية تجاهلت اثنين من التحذيرات حوله. وقبل الهجوم حاول بعض اصدقائه تحذير الشرطة الفرنسيه عن وجهات نظره المتطرفة، لكنهم لم يفعلوا شيئاً. وعميمور المتورط الآخر في «باتكلان»، اتهم في وقت سابق بجرائم ارهابية بعد محاولته الفاشلة للسفر إلى اليمن. في حين يعتبر أبو عود العقل المدبر وراء الهجمات، وهو المعروف لدى الشرطة الأوروبية بأن له دوراً بارزاً مع «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش). وغيرهم من المشاركين في الهجمات من المرجح أن تكون الشرطة والاستخبارات على علم بهم بسبب رغبتهم في السفر إلى سورية، مثل بلال الذي كان يعيش في بلجيكا فبل سفره إلى سورية، حيث يعتقد إنه يحارب إلى جانب مسلحين. وفي الجامعة التي يرتادها بلال، أشار أستاذ التاريخ السابق له إلى أن في أعقاب مجزرة صحيفة «شارلي إيبدو» في فرنسا في كانون التاني (يناير) 2015، دافع بلال عن الهجمات. وحذر أستاذ آخر بسبب آرائه المتطرفة، لكن الادارة قررت عدم التدخل، لتجنب وصم الشاب. وقالت عائلة إبراهيم عبد السلام، الذي فجر حزاماً ناسفاً داخل مقهى في هجمات باريس، أنه قضى فترة طويلة في سورية قبل العودة إلى أوروبا. وفي هجوم قطار «تاليس» في 22 آب (أغسطس) 2015 في فرنسا على يد المتشدد المغربي أيوب الخزاني (26 عاماً)، والذي أسفر عنه إصابة إثنين، كان الخزاني معروفاً من قبل السلطات الأوروبية بسبب تطرفه. ولوحظ أنه كان يدافع عن المتشددين خلال تواجده في مسجد في إسبانيا. يضاف إلى ذلك، الهجوم على مركز «كورتيس» في تكساس في الثالث من أيار (مايو) 2013، حيث أصيب واحد بجروح. وكان المنفذان التون سيمبسون، (30 عاما) أميركي، ونادر الصوفي (34 عاماً) أميركي- باكستاني. وبحسب ما ورد في التقرير، تم وضع سيمبسون في قائمة حظر الطيران الاميركية، ودين في جريمة تتعلق بالإرهاب العام 2011. وصوفي يقال إنه غير معروف من قبل المحققين والسلطات، على رغم من أنه كان يعيش مع سيمبسون. والرجل الثالث هو عبد الملك عبد الكريم، المسؤول عن توريد الأسلحة والذخيرة التي استخدمت في الهجوم. وفي إطلاق النار الذي حدث في كوبنهاغن بالدنمارك في 14 و15 شباط (فبراير) 2015، وأسفر عن قتيلين وخمسة جرحى على يد عمر عبد الحميد حسين الدنمركي (أردني- فلسطيني). وذكر في التقرير أن عمر كان سجن بسبب طعنه مراهقة على متن قطار، لكن تم الأفراج عنه بحسب تقرير أفاد أن سلوكه المتطرف تغير وأنه الآن أفضل، فقامت وكالة الاستخبارات الدنماركية بالافراج عنه. وفي الهجوم على صحيفة «شارلي ايبدو» ومتجر يهودي في 7 و9 كانون الثاني (يناير) 2015 في باريس الذي خلف 17 قتيلا و20 جريحاً على يد فرنسيين شقيقين وفرنسي آخر، فإنهم كانوا معروفين لدى الأجهزة الأمنية قبل تنفيذهم العملية لتطرفهم وإشتباههم في مؤامرات سابقة. لكن قامت السلطات بإيقافهم والإفراج عنهم بعد فترة وجيزة. وأيضاً الأسترالي- الإيراني هارون مؤنس (50 عاماً) الذي نفذ هجوم مقهى «سيج» في سيدني عاصمة استراليا في 15 و 16 كانون الأول (ديسمبر) 2014 مخلفاً قتيلين و17 جريحاً، معروف لدى السلطات، إذ انه بعث برسائل كراهية إلى عائلات الجنود الذي قتلوا في الحروب الخارجية، وقبل تنفيذ هجماته بايع مؤنس زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي على موقعه. واقتحام مبنى «البرلمان» في العاصمة الكندية في 20 و22 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 الذي خلف قتيلين وأربعة جرحى، منفذه هو مايكل زيهاف بيبو (32 عاماً) كندي- ليبي، ومارتن رولو كوتو (25 عاماً) كندي. وكان رولو يمثل تهديداً لدى السلطات الكندية، وخصوصاً بسبب صدمه جنديين كنديين بسيارته ما أدى إلى مقتل أحدهما. وعملية القتل التي حدثت في متحف يهودي في بروكسل في 24 أيار 2014 التي خلفت وراءها أربعة قتلى، كان منفذها مهدي نموشي (29 عاماً) فرنسي، وتم ايقافه في خمس مناسبات في فرنسا بمختلف الجرائم. ومنفذ هجوم «وولويتش» في لندن في 22 أيار 2013 مايكل اديبولاجو (28 عاماً) بريطاني من أصول نيجيرية، كان معروفاً لدى السلطات البريطانية. أما الهجوم الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص و260 جريحاً في «ماراثون بوسطن» في 15 نيسان (أبريل) 2013، فنفذن الأخوان جوهر تسارنايف (19 عاماً) وتامرلان تسارنايف (26 عاماً) أميركيان من أصل شيشاني، وهما معروفان أيضاً. وبحسب «أسوشيتد برس»، كانت «وكالة الإستخبارات المركزية» على علم بأن تامرلان يشكل تهديداً بسبب علاقاته مع المتطرفين، قبل عامين من تنفيذ الأخوين تفجير ماراثون بوسطن. وقبل الهجوم الأخير والعاشر في أوروبا والذي وقع في باريس، قال مصدر سعودي أن المملكة حذرت دولاً أوروبية عدة من احتمال وقوع هجمات إرهابية على أراضيها، وكان آخر تحذير قبل أيام من وقوع الهجوم الأخير على فرنسا.