طالب أخصائيون من جامعات ومراكز طبية بريطانية الحكومة بوضع حد لانتشار ظاهرة موت الجنين في رحم أمّه بعد الأسبوع ال 20 من الحمل، من خلال رسالة نشرتها صحيفة «غارديان». وتفقد أكثر من ألف أم بريطانية جنينها كل عام، وهي ثالث أعلى نسبة بين دول العالم الغنية ال35. وكشفت دراسة اجرتها مؤسسة «مبراك –يو كي» المختصة في أمور الام والطفل بالتعاون مع مؤسسة «ساندز» الاجتماعية ان نقص الرعاية الصحية يقف وراء بعض حالات وفاة الاجنة، وان «إنقاذ حياة مئات الأطفال الذين لم يولدوا بعد كان ممكناً، لو توفرت للأمهات رعاية صحية أفضل أثناء فترة الحمل». وأوضحت الدراسة أن نصف النساء الحوامل اللواتي اعربن عن تخوفهن من قلة حركة الجنين، توفي جنينهن فيما بعد، إما بسبب عدم قيام الفريق الطبي بأخذ تحذير الام على محمل الجد والقيام بالفحوصات اللازمة، او بسبب فشله في قراءة المعطيات والاشارت التحذيرية حول خطورة الوضع. وتزيد عوامل اجتماعية عدة من حالات موت الاجنة، منها الفقر والحرمان وعدم المساواة في الدخل، بالاضافة الى بعض العادات السيئة مثل: تدخين السجائر، والسمنة، والسكري، وتعاطي الكحول. وأدى حظر التدخين في الاماكن العامة في بريطانيا إلى خفض نسبة موت الأجنة ثمانية في المئة. وقالت رئيسة مؤسسة «ساندز» المشاركة في الدراسة انه إذا «ارادت الحكومة البريطانية خفض معدل وفاة الأجنة بحلول عام 2030، عليها العمل على تحسين الإجراءات المتعلقة بسلامة الأم الصحية، وتقديم خدمات حيوية مثل برامج وقف التدخين، وزيادة الجهود المبذولة لمعالجة العوامل الاجتماعية المؤدية إلى تدهور الصحة». وتعهد وزير الصحة البريطاني جيرمي هانت خفض عدد الوفيات بين الأجنة بنسبة 50 في المئة، مطالباً بالتركيز على برنامج الأمومة، ومراجعة كل حالة املاص، للمساعدة في ضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء. وقال هانت: «أنا مصمم على تقديم أفضل الإجراءات الكفيلة بتقدم إنكلترا لتصبح واحدة من أكثر الأماكن أماناً في العالم لإنجاب الأطفال من الناحية الصحية». وأضاف: «وفاة أو إصابة طفل جديد مأساة مدمرة، وعلينا بذل الجهود من اجل منع حدوث هذا الشيء».