إن الامم على اختلاف مستوى تقدمها ورقيها وعلى اختلاف نظمها الاجتماعية تؤكد وباستمرار اهمية العناية بالانسان عامة وبالاجيال الصاعدة خصوصاً. لذلك كان ولا يزال الاهتمام بصحة الحوامل والاطفال أولوية مهمة في معظم أنحاء العالم. حيث تبدأ رعاية الانسان منذ بداية تكوينه جنيناً في بطن امه لذلك فان رعاية الحوامل من أهم اسباب نجاح تكوين الاسرة الطبيعية. تعتبر نسبة وفيات الحوامل في اليمن على سبيل المثال من اعلى المعدلات عالميا حيث وصلت الى 753: 100000 وذلك لحصول خمس الحوامل فقط على رعاية صحية اثناء الحمل. كانت أهم اسباب الوفيات النزيف (23%)، انفجار الرحم (14%) بالاضافة الى التهاب الكبد الفيروسي، وتسمم الحمل. كما كانت نسبة وفيات المواليد 1:5 (1). كانت معظم اسباب هذه الوفيات يمكن تفاديها اذا احيطت المرأة بالرعاية الصحية الكافية أثناء الحمل والتي تمكن من اكتشاف أي مضاعفات قد تنشأ عن الحمل ومعالجتها، حيث تشير الاحصاءات ان خطر تعرض الامهات الحوامل للوفاة يزيد 15 مرة لمن لا يحصلن على الرعاية الطبية والصحية اللازمة أثناء الحمل والولادة قياسا مع من تتوفر لها هذه الرعاية. وتهدف رعاية الحوامل الى ايجاد الام السليمة جسدياً وعقلياً واجتماعيا مما يؤدي الى التالي: 1- خفض وفيات الامهات اثناء الحمل والولادة والنفاس. 2- خفض وفيات الاطفال حديثي الولادة والرضع وفي فترة الطفولة المبكرة. 3- خفض حجم المرض لكل من الامهات والاطفال. 4- حماية صحة الأم وتعزيزها بدنيا وعقليا واجتماعيا وحمايتها من المضاعفات في جميع مراحل الحمل والولادة والنفاس. 5- حماية الاطفال من الامراض الخمجية القاتلة وخاصة تلك التي يمكن الوقاية منها بواسطة التطعيم. 6- حماية الاطفال من الامراض العضوية وخاصة الوراثية والخلقية. 7- الاكتشاف المبكر للمرض وتوفير الامكانات التشخيصية والعلاجية من أجل تقليل المضاعفات والمعاناة والعجز. 8- التأكد من سلامة الحمل والاكتشاف المبكر لأي انحراف عن الوضع الطبيعي والعمل على تصحيح ذلك حفاظا على سلامة الأم والجنين معا. وقد اثبت تقديم خدمات رعاية الحوامل بشكل جيد فعاليته عند تطبيقه في معظم الدول حيث تم باستخدام هذه الطرق خفض نسبة وفيات الحوامل في المملكة الى 18: 100000 كما تم خفض نسبة وفيات المواليد الى 1.7: 1000. ونستعرض في هذا المقال جوانب ذات علاقة مباشرة بصحة الام والطفل في المملكة العربية السعودية والوسائل الوقائية التي تم من خلالها تحسين مستوى الرعاية وتقليل المضاعفات والوفيات والطرق التي تم اتباعها في المملكة. أشعة الحمل تتضمن خدمات رعاية الامومة التالي: * مراقبة سير الحمل ومتابعة تطوره ومعالجة المشاكل الصحية الدائمة مثل فقر الدم وغيرها. * تحديد النساء الحوامل اللاتي تزداد لديهن احتمالات الاصابة بمضاعفات الحمل مثل الاجهاض، الولادة المبكرة والتشوهات والعيوب الخلقية، تسمم الحمل، سكر الحمل، ووفاة الاجنة داخل الرحم وتقديم العلاج اللازم لهن. * تعليم الأم الحامل العناية بمولودها ورعايته وتقديم العناية المثالية له ضمن الامكانات المتوافرة. * تعليم الحامل العناية بنفسها وصحتها الشخصية. * الاستغلال الأمثل للخدمات الصحية المتوفرة ومد جسور الثقة بين الحامل من جهة والعاملين في هذه الخدمات من جهة أخرى. * تحديد مكان وزمان الولادة والرعاية اثناء الولادة وخفض مشاكلها مثل النزيف وانفجار الرحم واختناق المواليد. ان توفير المكان المناسب من حيث التجهيزات للولادة مثل بنك الدم والحضانة لرعاية حديثي الولادة والخدج يؤدي الى خفض نسبة الوفيات بشكل لا يستهان به حيث لاتزال نسبة كبيرة من الحوامل لا يستطعن الوصول الى المستشفى من أجل الولادة لأسباب مختلفة ويفضل البعض البيت على المستشفى لأسباب أخرى. * الرعاية في فترة النفاس. * تنظيم الاسرة وهو قدرة الأسرة على التحكم في حجمها في فترات زمنية مختلفة وفقا لامكاناتها المالية والمعيشية المتاحة وهو عمل وقائي لا يعني تحديد الانجاب ولا يتعارض مع الشريعة الاسلامية فهو يعطي الأم فرصة لتحسين مستواها الصحي وعدم ارهاقها بالانجاب المتلاحق ويمكنها من الرضاعة الطبيعية التي تعتبر وسيلة مهمة للحفاظ على صحة الأم والطفل. لازال العديد من الازواج لا يعيرون متابعة الحمل اي اهمية ويجهلون الفوائد العديدة لرعاية الحامل من بدء الحمل وحتى اللواتي يتابعن الحمل مع الطبيب المعالج لا يتبعن النصائح والارشادات الضرورية اثناء الحمل مما قد يؤثر على الامهات الحوامل والمواليد. ان الاهتمام بالمرأة الحامل مما لاشك فيه يقلل العديد من المضاعفات المتوقعة على الام والجنين ويلعب التثقيف الصحي دوراً كبير في تقليص هذه المشاكل. تبدأ رعاية الإنسان منذ بداية تكوينه جنيناً في بطن أمه