يعتبر النوم من أهم العادات التي يمارسها الإنسان، اذ يساعد على ضبط ساعات الجسم البيولوجية، ويقود الجسم إلى حالة من الراحة والاسترخاء أثناء الليل الى النشاط في النهار، ويعيد بناء الالياف العضلية الى الجسم. وذكر موقع صحيفة «نيويورك تايمز»، ان شركة «آيتنا» الأميركية التي تهتمّ بقطاع الصحة، قالت ان الاشخاص يميلون إلى ممارسة عادات سيئة تمنع الدماغ من أخذ قسطاً من الراحة للنوم، مثل مشاهدة شاشات الاجهزة اللوحية المتوهجة وتصفح الإنترنت. وأفاد «مركز السيطرة على الامراض والوقاية منها»، ان ربع الأميركيين قالوا أنهم لا ينالون قسطاً كافياً من النوم. وقال باحثون من مستشفى «بريغهام اند ومنز»، ان شاشات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر تنبعث منها موجات ضوئية تُرسل اشارات للدماغ ليبقى مستيقظاً، ما يؤدي الى اضطراب عملية النوم وأوضح الباحثون، ان النوم هو ضرورة أساسية للحياة البشرية، لأن الانسان في الواقع يقضي ثلث حياته نائماً. وأشار الدكتور المختص باضطرابات النوم، أنتوني ماسي، الى ان «النوم هو الوقت الذي يستبدل فيه الجسم الخلايا التالفة باخرى جديدة»، مضيفاً ان «عملية النوم تعمل على اعادة شحن الدماغ واراحة الجسم وتمثل البطارية البيولوجية للانسان». وأوضح موقع «الجمعيّة الأميركية لعلم النفس»، ان النوم أمر ضروري لصحة الانسان ويؤثر على مستوى سعادته، ووفقاً ل «مؤسسة النوم الوطنية» فإن 40 مليون شخص على الأقل من الأمريكيين يعانون من أكثر من 70 نوع من اضطرابات النوم المختلفة، وان 60 في المئة من البالغين يعانون من مشكلات في النوم في معظم أيام الأسبوع. وأوجد المختصون ان الحصول على قسط كافٍ من النوم يستلزم الحفاظ على مواعيد نوم واستيقاظ ثابتة يومياً، بالاضافة الى الامتناع عن تناول المأكولات أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل أربعة أو ستة ساعات من النوم، وتجنب المأكولات الدسمة وعدم التدخين قبيل النوم. وأشارت نتائج دراسة سابقة أجرتها «جامعة كاليفورنيا» أنّ عدد ساعات النوم ليس وحده الضروري لصحّة أفضل، بل ما يهمّ هو الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية والضوء. ووجد الباحثون أن الفارق الأكبر في النوم بين المجتمعات الصناعية والأخرى النامية، هو أن ضوء الكهرباء يؤخر عملية النوم الطبيعية، على عكس ضوء الأخشاب المشتعلة، وأن تلك البلدان تعيش بالقرب من خط الإستواء حيث تتعرض للظلام مدة 11 أو 12 ساعة، فيما يتعرض سكان المجتمعات الصناعية للظلام فقط عندما يرغبون في النوم، وهي فترة تكون مدتها غالباً سبع ساعات.