حذر نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قباد طالباني من أن خطورة أزمة الإقليم المالية تفوق خطورة أزماته السياسية، فيما أكد رئيس مجلس الأمن مسرور بارزاني أن الحل الأمثل للخلافات بين أربيل وبغداد يكمن بأن يكونا «جارين جيدين»، في إشارة إلى خيار الانفصال. ويعاني الإقليم منذ نحو عام أزمة مالية غير مسبوقة نتيجة تراجع أسعار النفط، وتعثر الاتفاق مع بغداد في توزيع الورادات، وسط خلافات سياسية داخلية حول إعادة صياغة نظام الحكم أدت إلى تعطيل البرلمان واجتماعات الحكومة. وقال مدير الإعلام في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية محمد عمر كاني في بيان إن طالباني «عقد اجتماعاً مع المكاتب الإعلامية للوزارات، لتسليط الضوء على الوضع الراهن في الإقليم، وأكد خلاله أن بقاء حركة «التغيير» في الحكومة أو طردها «يمثل معضلة كبيرة يجب حلها في أسرع وقت، لكنها لن تؤدي إلى حل الحكومة أو تعطيل أعمالها، كما أن أزمة الرئاسة، على رغم تأثيراتها السلبية لا تهدد الاستقرار». وكان الحزب «الديموقراطي»، بزعامة مسعود بارزاني، أقال وزراء «التغيير» ومنع رئيس البرلمان من مزاولة مهماته، لاتهامها بالتورط في أعمال عنف طاولت مكاتبه في مناطق تابعة لمحافظة السليمانية، على خلفية أزمتي الرواتب والرئاسة. وأضاف طالباني أن «الخطر الأكبر يكمن في الأزمة المالية الصعبة وتأثيراتها في الحرب على تنظيم «داعش» وبقية الأزمات الناجمة عن هبوط أسعار النفط الخارجة عن إرادة الحكومة، في حين أن نفقات الحكومة تفوق الوارادت في الأساس حتى قبل حصول الأزمة مع بغداد». مشيراً إلى أن حل الخلاف مع الأخيرة «لن يتحقق بمجرد إرسال وفد، لأن بغداد تعاني أيضاً من أزمة مالية». وفيما ينتظر حزب «الاتحاد الوطني»، بزعامة جلال طالباني، مواقف الأطراف من مبادرة تقدم بها لحل الأزمة السياسية، تبادلت «التغيير» و»الديموقراطي»، الاتهامات في شرعية زيارة يقوم بها بارزاني المنتهية ولايته لدول الخليج العربي، وأخرى يقوم بها رئيس البرلمان يوسف محمد لعدد من الدول. وصرح محمد قبل مغادرته في رد على تمسك حزب بارزاني بتغيير هيئة رئاسة البرلمان قائلاً: «متى ما طرأت تغيرات على رئاستي الإقليم والحكومة، من الطبيعي الحديث عن تغيير رئاسة البرلمان التي ما زالت تحتفظ بشرعيتها، في حين أن الرئيس انتهت ولايته»، وقال عادل مراد سكرتير المجلس المركزي لحزب طالباني في بيان «نحتاج إلى مراجعة هيكلة مؤسسة علاقات الإقليم التي يحتكرها الديموقراطي»، وأضاف «كان على بارزاني أن يستشير الأطراف السياسية قبل الذهاب في زيارة للخليج، كي تكون مواقفنا موحدة تجاه القضايا الدولية». من جهة أخرى، قال مستشار مجلس أمن الإقليم مسرور بارزاني خلال لقائه السفير النرويجي لدى العراق والأردن سيسيل بريي إن «الهوة بين اربيل وبغداد تتسع، ونؤكد أن حل أزمات العراق تحتاج إلى تشخيص أسبابها الحقيقية واتباع طريق الحوار بين مكونات البلد»، وزاد أن «أفضل حل للخلاف مع بغداد هو أن نصبح جارين ودودين»، داعياً «المجتمع الدولي إلى التعاون لحل أزمة الإقليم المالية».