قام العديد من رؤساء النقابات العمالية والفنانين والممثلين والأكاديميين في بريطانيا بتوقيع عريضة تطالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون تجنيب الجيش البريطاني التدخّل في الحرب الجوية في سورية. وسيتم تسليم الرسالة التي نسقها ائتلاف «أوقفوا الحرب» السبت المقبل، في شارع «داوننغ» بقلب العاصمة لندن، إذ من المتوقع أن يتجمع الآلاف اعتراضاً على الضربات الجوية، والتي يقول رئيس الوزراء بأنها «لازمة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)». وتضمنت الرسالة الموجهة إلى رئيس الوزراء أن »الاندفاع الحالي إلى قصف سورية عقب أحداث باريس الرهيبة، سيشعل الحرب هناك ويزيد الشعور بالكره ضد الغرب»، مشيرة إلى أن «الولاياتالمتحدة التي تقصف التنظيم منذ عام اعترفت بأنه ما زال بالقوة نفسها ومستمراً في التجنيد». وذكرت الرسالة أن «حروب أفغانستان والعراق وليبيا أوضحت أن التدخلات العسكرية الغربية أدت إلى دمار وخسائر كبيرة بالإضافة إلى تدفقات ضخمة من اللاجئين». وحضت الحكومة على «وقف تسليح الأنظمة التي تدعم التنظيم، والبحث عن حلول سياسية لوقف الصراع لأنها السبيل الأمثل لإنهاء الصراع«. وقال كامرون رداً على لجنة «الشؤون الخارجية» في مجلس العموم البريطاني الخميس الماضي، «لا أشك أن من مصلحتنا الوطنية أن نوقف تنظيم داعش، ووقفهم يعني أن نتخذ إجراءات في سورية، لأن مقرهم هناك». من جهة أخرى، ذكرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أول من أمس (الجمعة)، أن «عدداً من كبار أعضاء العمال قد يسقيلون إذا أجبروا على التصويت بما يتفق مع وجهة نظر زعيم الحزب جيرمي كوربن الذي عارض مد الضربات الجوية البريطانية إلى سورية». وقال كوربن إن «رئيس الوزراء المحافظ لم يقدم قضية مقنعة ولن يستطيع تأييد هذا التحرك»، في رأي لا يتفق معه فيه عدد من أعضاء حكومة الظل العمالية. وكان كامرون خسر تصويتاً على شن غارات ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد في العام 2013. ويتعين عليه إقناع الأعضاء القلقين في حزبه وحزب «العمال» المعارض، بدعمه من أجل ضمان تأييد البرلمان لعمل عسكري. وكان مجلس الأمن دعا في 20 تشرين الأول (نوفمبر) الجاري، كل الدول القادرة إلى لمحاربة تنظيم «داعش» في سورية والعراق ومضاعفة جهودها لمنع شن التنظيم هجمات أخرى. وقال سفير بريطانيا لدى الأممالمتحدة ماثيو ريكروفت، إن «القرار الذي اتخذه مجلس الأمن قد يعزز محاولة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بدء غارات جوية على التنظيم في سورية».